قالت وسائل إعلام تركية مقربة من رجل دين يقيم في أمريكا، ويتهمه الرئيس رجب طيب أردوغان بالسعي لاغتصاب السلطة، إنه تم استبعادها من المشاركة في الأحداث الصحفية للحكومة في خطوة تصفها بأنها دليل على تدهور الحريات الصحفية في تركيا. وأشار مراسلون من صحفيتي "زمان" و"بوجون" وقناة "سامانيولو" التلفزيونية ووكالة "جيهان" للأنباء، إلى أنه تم منعهم من دخول القصر الرئاسي منذ تنصيب أردوغان في أغسطس ولم يعدوا يتسلمون أي بيانات صحفية رسمية. ويتهم "أردوغان" المنتمي لحزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية رجل الدين فتح الله جولن، ببناء "دولة موازية" من اتباعه في المؤسسات الحكومية بما في ذلك الشرطة والقضاء في محاولة للسيطرة على مقابض السلطة في الدولة. وقال الرئيس التركي، إن "جولن" رتب فضيحة فساد ضد دائرته الداخلية العام الماضي في محاولة "انقلاب قضائي" وهو اتهام ينفيه جولن. كما وصف أردوغان شبكة حزمت (الخدمة) التي يقودها جولن بأنها تمثل تهديدًا للأمن الوطني. وفق وكالة "رويترز" للأنباء. وأضاف صحفيون من وسائل إعلامية مرتبطة ب"جولن"، أن الحظر الاعلامي اتسع ليشمل وزارات رئيسية بما في ذلك مكتب رئيس الوزراء ووزارة الشؤون الخارجية بعد بضعة أيام من اجتماع مجلس الأمن الوطني الشهر الماضي. من جانبه، قال تيركان علي باشتورك، من رابطة الصحفيين والكتاب التابعة لجولن والتي تعتبر الحظر "عقابًا" بسبب تغطية مؤسساتها الإخبارية لتحقيق الفساد "هذه حرب ..قتال.. جهد للقضاء على حزمت". وامتنعت وزارة الخارجية عن التعليق، لكن مسؤولين بالحكومة تحدثوا شريطة عدم الإفصاح عن هويتهم دافعوا عن تلك الخطوة، وقال مسؤول "الأولوية لدى بعض المؤسسات الصحفية ليست الصحافة بل خدمة أهدافها السياسية...هناك صحفيون ينتقدون الحكومة وما زالوا يغطون الأحداث الخاصة بها لكن المؤسسات التابعة لكولن لها أجندة خاصة". وفي سياق متصل، أبدى كمال كليتشدارأوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، ردود فعل عنيفة على المدعين العموم الذين تستّروا على ملفات تحقيقات قضايا الفساد في 17 و25 ديسمبر الماضي. وأعاد كليتشدار أوغلو، إلى الأذهان كلمة حامل أموال رجل الأعمال التركي من أصل إيراني رضا ضراب، أحد المشتبهين فيهم في التحقيقات والذي قال: "أنفقنا كثيرًا من الأموال لمسؤولين في أنقرة وأرسلنا إليهم أمولًا طائلة، وقال -مخاطبًا المدعين العموم- أبناؤكم سيخجلون من ذكر أسمائكم، وسيقولون "أبي تستر على الفساد"، من هم الذين حملت إليهم تلك الأموال (الرشوة) ومقابل ماذا قدمت إليهم؟. وخاطب "أوغلو" المدعي العام، انظر إلى حامل أموال رضا ضراب يقول "انفقنا وأرسلنا لأنقرة أموالًا طائلة، والآن أريد أن أسأل المدعي العام الموالي لحزب العدالة والتنمية الذي أغلق ملف تحقيقات الفساد في 17 و25 ديسمبر؛ إن الشخص الذي يقول إنه حمل أموالًا طائلة إلى أنقرة، لمن حملها ولماذا وما السبب وراء ذلك؟ وإذا قمت أنت بإغلاق هذا الملف لن نغلقه نحن، وأبناؤك لن يذكروا اسمك لأنهم سيخجلون منه، ولأنهم سيقولون "أبي تستر على الفساد". مَن مِن المسؤولين بأنقرة تغذى بهذه الأموال، ولمن أُعطيت هذه الأموال؟. وفق وكالة "جيهان" التركية. وتطرق زعيم حزب الشعب الجمهوري إلى الكلمة التي ألقاها أتيان محجوبيان كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أول من أمس، التي قال فيها إن "نسبة 50 % من الإسلاميين مقتنعون بأن أعمال الفساد قد وقعت حقيقة"، مضيفًا هناك سؤال لم أفهمه؛ لقد عرفنا عن آبائنا منذ نعومة أظفارنا أن أكل حق العباد ذنب جسيم، وأنه ينبغي إقصاء آكلي حقوق العباد عن المجتمع. وتابع كليتشدار أوغلو قائلًا: والآن أود أن أسأل شعبنا الذين ينتمون للحركة الإسلامية، لماذا صوّتم لصالح هؤلاء الذين يأكلون حق العباد، ولماذا أيدتموهم؟ فحتى مستشار داود أوغلو يقول "إن الفئة الإسلامية مقتنعة بوقوع الفساد"، ولكن عليّ أن أحاسب هؤلاء الذين يدعون أنهم إسلاميون، لأن الإسلامية لا تعني المشاركة في الأعمال الحرام، وليس الإسلام دين يسامح من يقومون بالفساد. وواصل: أخاطب الذين صوّتوا للعدالة والتنمية، انظروا إلى ما تفعله الدول الغربية، فهم يرسلون مركبة فضائية إلى أحد النجوم المذنبة عبر ملايين الكيلومترات. ويكتشفون بالعلم وثراء العقل وحرية التفكير. وماذا نفعل نحن؟ نشيّد قصرا ذي ألف غرفة لسيادته "أردوغان".