رحب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، اليوم، بالقادة الخليجيين في القمة التي ستستضيفها الدوحة ديسمبر المقبل، أثناء خطاب ألقاه خلال افتتاحه دور الانعقاد العادي الثالث والأربعين لمجلس الشورى "البرلمان"، بمقر المجلس. وقال تميم في كلمته خلال افتتاح مجلس الشورى: "في هذا الإطار فإننا نرحب بأشقائنا قادة دول المجلس، في قمتهم التي تستضيفها دولة قطر خلال الشهر المقبل، آملين أن نخرج من هذه القمة بالقرارات التي تلبي وتحقق تطلعات وطموحات شعوبنا الخليجية، وتساهم في تحقيق ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة". وشدد الأمير على أهمية مجلس التعاون الخليجي قائلًا، "على صعيد علاقاتنا الخارجية، يظل مجلس التعاون لدول الخليج العربية البيت الإقليمي الأول، ويأتي دعمه وتعزيز علاقاتنا بدوله الشقيقة كافة، وتعميق أواصر الأخوّة بيننا، في مقدمة أولويات سياستنا الخارجية". وأشار تميم، إلى أنه في إطار العمل على تشجيع الاستثمارات الأجنبية، تم رفع نسبة تملك غير القطريين لأسهم الشركات المدرجة في بورصة قطر، ومعاملة مواطني دول مجلس التعاون معاملة القطريين في هذا المجال". وفيما يتعلق برؤيته للأوضاع في المنطقة، قال "تمر منطقتنا بمرحلة خطيرة تتلاقى فيها أزمات في العديد من دول المنطقة، وفي مقدمتها إخفاق مفاوضات السلام لحل القضية الفلسطينية، واستمرار سياسة الاحتلال والاستيطان في القدس والضفة الغربية، والحصار على غزة". واعتبر أمير قطر، أن الأزمات الكبرى الأخرى، ناجمة عن جر الحركات السلمية للشعوب في العراق وسوريا واليمن وليبيا، إلى مواجهات دامية، تتحمل مسؤوليتها القوى التي رفضت طريق الإصلاح والإنتقال السلمي التدريجي، وواجهت الشعوبَ بالسلاح، فضلاً عن تنامي مخاطر الإرهاب والتطرف الذي يهدد بعواقب وخيمة". وأضاف تميم، أن علاج الإرهاب والتطرف، لا يمكن أن يكون بالقصف من الجو، وتابع، "يصح هذا من الناحية العسكرية، وكذلك من الناحيتين السياسية والاجتماعية، فلابد من التخلص من الأسباب التي ساهمت في تشكيل بيئات اجتماعية حاضنة للتطرّف، ومن أهمها العنف غير المسبوق الذي مارسه النظام السوري، وتمارسه بعض الميليشيات في العراق. وأكد أن موقف بلاده من الإرهاب والتطرف الديني الذي يسيء للدين والمجتمع، هو موقف الرفض القاطع والواضح، بغض النظر عن تحليل أسباب نشوئه والتعامل معه. وأضاف، "منطلقنا في مكافحة الإرهاب وقتل النفس بغير حق، ورفض التطرّف، هو أوًلا وقبل كل شيء لخطره الاجتماعي والحضاري على مجتمعنا وديننا وأمتنا، فلا نريد لأنفسنا ولأبنائنا أن يعيشوا في ظل مثل هذه الأفكار والممارسات".