نشرت مجلة "التايم" الأمريكية مقالًا عن الملكة الفرعونية حتشبسوت قالت فيه إنها تمثِّل نموذجًا للسيدات العاملات في مجال السياسة، كما أوضح المقال أن الإجابة على السؤال المتعلق بعدم وجود عدد كبير من السيدات حاليًا في مواقع السلطة، تكمن الإجابة عليه من خلال قصة أعظم سيدة حكمت مصر في العالم القديم وهي حتشبسوت. وأوضحت عالمة المصريات كارا كوني أن الملكة حتشبسوت استطاعت، في القرن ال15 قبل الميلاد، الوصول لحكم أغنى وأقوى دولة في العصور القديمة التي كان يُنظر فيها للمرأة باعتبارها مجرد أداة للجنس والحمل. وواصلت "كوني" قائلة إن حتشبسوت ملأت فراغ السلطة بعد وفاة زوجها وكان عمرها يناهز ال16 في الوقت الذي كان ينافسها على حكم مصر أحد أبناء الملك من زوجته الثانية، مضيفة أن حتشبسوت لم تكن ملكة مصر فقط، بل كانت أيضًا أقوى كاهنة في مصر. وتقول كارا كوني إن بعض المخطوطات التي عُثر عليها في مقبرتها تشير إلى أن سلطات حتشبسوت كانت تتضمَّن إعطاء الأوامر بالرحلات التجارية إلى بلاد "بُنط" وإخماد الثورة في بلاد السودان، بالإضافة إلى قيامها بالإشراف على ما يتم جمعه من غنائم الحرب. وتابعت القول إن حتشبسوت اعتنت بتربية ابن الملك تحتمس الثالث من الزوجة الأخرى وتدريبه على الفنون العسكرية، وحينما بلغ التاسعة من عمرة تم تقليده عرش الحكم في مصر وسط ترحيب من الكهنة وصفوة المجتمع الفرعوني، وبذلك التفت حتشبسوت حول نقطة عدم قبول المجتمع القديم لفكرة وجود امرأة في سدة الحكم لتصبح هي الملك الحقيقي. ولكن عندما بلغ تحتمس الثالث سن السادسة عشرة ذكرت الكاتبة أن حتشبسوت كانت تلجأ لحيلة التنكر في زي الرجال متقمِّصة شخصية الملك الصغير، حيث لم تستطع تقبل فكرة أن يكون الابن الصغير في صدارة المشهد. وعلى الرغم من "شهوة" حتشبسوت للنفوذ والسلطة توضح الكاتبة أن حتشبسوت جعلت من تحتمس الثالث أقوى ملك محارب على مر التاريخ الفرعوني من خلال اصطحابها له في المعارك والتفاوض مع الأعداء.