انتظرت جماعة الإخوان فرصة للخروج من باطن الأرض إلى خارجها منذ تأسيسها عام 1928، وقد سنحت 25 يناير 2011 ذلك، ليتاح للعناصر الإرهابية وقتها الظهور والصعود على السطح، حتى استطاع الإخوان الوصول إلى الحكم في عام 2012، ولكن سرعان ما أسقطها الشعب المصري في ثورة 30 يونيو بعدما استشعر الخطر تجاه السيناريو الذي كانت تخططه الجماعة الإرهابية. ولم تجد جماعة الإخوان الإرهابية بعد إسقاطها في ثورة 30 يونيو، واستحكام القبضة الأمنية للدولة وعودة الاستقرار الأمني بعد حالة الفوضى التي طالت البلاد في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، سبيلًا لمحاولة التواجد بأي شكل إلا عن طريق العالم الافتراضي مستغلة مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وغيرها من منصات العالم الافتراضي. إثارة الفوضى بنشر الأكاذيب أطلقت الجماعات الإرهابية لجانها الإلكترونية من خلال الصفحات والمجموعات التي تسيطر عليها عناصر الجماعة على فيس بوك، ومن ثم يبدأ العمل على إثارة الفوضى بنشر الأكاذيب والأخبار المزيفة والفيديوهات المفبركة. واتبع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية سياسة جديدة منذ 6 أعوام عبر إطلاق الهاشتاجات ومحاولة تنشطيها من خلال اللجان الإلكترونية حتى تتصدر التريند تماشيًا مع لغة العصر، وبدأت الجماعة إطلاق دعوات الاحتجاج من خلال الهاشتاجات وكانت البداية من هاشتاج «11 - 11» لنشر دعوات الاحتجاج وبث الفوضى في البلاد نوفمبر 2016، وهي الهاشتاجات التي واجهها المصريين بالسخرية، وإطلاق الهاشتاجات المواجهة لدعوات الفوضى تحت عنوان «هنحميها من الخونة».
وسعت الجماعة لنشر الهاشتاجات لتحقيق أغراضها الإرهابية، وهو ما أكّدته الدراسة التي أعدّها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، التي تناولت أساليب استخدام جماعة الإخوان الإرهابية لوسائل التواصل الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي لتنفيذ أجندتها لمحاولة نشر التحريض والفوضى داخل المجتمع، موضحة أنَّ اللجان الإلكترونية التابعة للإخوان اعتمدت على عدة وسائل، منها صناعة الهاشتاجات والتريندات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بموقع «تويتر». الهاشتاجات وتروّيج الشائعات وأكَّدت الدراسة، أنَّ الهدف من تلك الهاشتاجات هو التروّيج لفكرة ما، غالباً ما تكون رافضة لقرار أو لتصريح من الرئيس مثل هاشتاج «مش من جيبك»، أو للإيحاء بأن هناك حالة من الغضب العارم التي يجب أن ينضم المواطنون إليها، وأن هناك حشداً غاضباً بالفعل. إبراهيم ربيع، القيادي الإخواني المنشق والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، قال إنَّ الجماعة الإرهابية تسعى بكل الطرق لإيجاد ثغرة من أجل التواجد ويكون ذلك من خلال خطة ممنهجة وضعتها الجماعة للتغلغل من خلال السوشيال ميديا. وأضاف القيادي الإخواني المنشق، في تصريحات خاصة ل«الوطن»، أنَّ الجماعة الإرهابية تطلق الهاشتاجات الكاذبة ومن خلالها نشر الأخبار والفيديوهات المفبركة من أجل إحباط الشعب المصري، سواء على مستوى المسئولين أو عامة المواطنين. وتابع أنَّ الجماعة الإرهابية استغلت الهاشاتاجات لإطلاق دعوات الاحتجاج بهدف إثارة الفوضى والبلبلة داخل المجتمع، وبدأت في نشر الشائعات ضد الدولة المصرية، كان من بينها فيديوهات تحمل شعار مواقع إخبارية مصرية.