على الفيس بوك كتبت: للمحتفلين بمهرجان «الهالوين».. أقترح أن يكون زى «داعش» هو الزى اللائق هذا العام لهذه المناسبة!! على الفور تلقيت العشرات والعشرات من التعليقات المؤيدة.. الساخرة!! ولهؤلاء الذين لا يعرفون ما هو «هالوين».. بإيجاز شديد هو عيد أو احتفال سنوى منبعه أيرلندا، انتشر فى معظم دول الغرب وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، يرتدى فيه الشباب والصغار ملابس وأقنعة تتسم كلها بالأشكال والرموز والشخصيات الشريرة.. ينطلقون من بيوتهم فى المساء لترعيب وتخويف الجيران والناس بهذه الملابس وهذا الشكل بأسلوب فيه كثير من السخرية والضحك. وقد جاءت فكرة ارتداء ملابس تنكرية فى هذه المناسبة بهدف ترعيب وطرد الأرواح الشريرة من المكان.. «هالوين» الذى يحتفل به الغرب فى الأول من نوفمبر من كل عام تواكَب مع الحملة الجادة التى قامت بها السلطات الفرنسية خلال الأيام الماضية بمنع التنكر فى زى البهلوان أو المهرج حيث يمثل هذا الشكل التنكرى جزءاً من التراث الثقافى الفرنسى المستمد من القرن التاسع عشر وذلك بعد أن وقعت عدة حوادث قام بها متنكرون من الشباب فى صورة بهلوانات أسفرت عن إصابات عديدة وترويع مخيف للمارة والسكان.. وقد أعلن هذا القرار الذى تنتهى مدته فى أواخر شهر نوفمبر حتى لا يختلط الحابل بالنابل أثناء الاحتفالات بمهرجان الهالوين، خاصة بعد أن أشعلت شبكات التواصل الاجتماعى حملة من الهوس الجنونى تحذيراً حول انتشار شخصيات شريرة بهلوانية التنكر وهو الأمر الذى لم تأخذه السلطات الأمنية الفرنسية والغربية باستخفاف بل تطور الأمر وتكونت خلايا سرية لمتابعة وملاحقة هذه المجموعات التى تتواصل عبر شبكات الإنترنت المتعددة. إذن الموضوع هنا يتحول من جذوره الفكاهية التراثية والثقافية إلى أبعاد جديدة وخطيرة تتسم بالعنف وتستدعى التوقف عندها لأنها تحمل بين سطورها سيكولوجية مضطربة أصبح يعانى الشباب منها فى العالم كله تتعدى دور التهريج كما أنها تحمل أيضاً أبعاداً تلقى الضوء على ممارسة جديدة لجرائم القتل تستسهل وتستوعب استخدام الأسلحة البيضاء لقطع الرؤوس وبتر الأعضاء وغيرها من الأعمال الوحشية، الأمر الذى سيستدعى آجلاً أو عاجلاً مواجهة نوع جديد من الإرهاب مرتكبوه من صغار الشباب وربما الأطفال الذين أصابهم فى البداية الذعر النفسى من مشاهد الذبح والقتل والتوحش الإرهابى التى تبثها الوسائل الإعلامية والتى يقشعر لها البدن ولا يستوعبها العقل السليم!! ولكنها مع مرور الوقت وتكرار المشاهدة تصبح شيئاً اعتيادياً ويصبح حتى التنكر الفكاهى بمحاكاة هذه الجماعات فى زيها وحملها لرؤوس بشر تم فصلها عن الجسد أمراً لا يستخف به ولا يأخذ فى إطار التهريج لأنه يعكس أولاً اضطراباً نفسياً ومخاوف، وثانياً هو يمثل نوعاً من «الهضم» والقبول الفكرى لهذه الممارسات وهذا ما يفسر سهولة استقطاب الجماعات الإرهابية لكثير من الأطفال وصغار الشباب الأكثر عرضة «للهوس» للانضمام للجهاد فى صفوفهم وترويعهم بعد ذلك إذا ما حاولوا الانفصال وذلك نتيجة لاستيعابهم سهولة تنفيذ هذه «الأعمال الوحشية». نحن أمام سياسة إرهابية منظمة جديدة تستخدم كل الوسائل والإمكانات لاختراق معاقل لا يشترط أن يكون احتياجها الترزق فقط وإنما هى طُعم سهل وبكر يمكن السيطرة على عقله ومشاعره واللعب على سيكولوجيته بأساليب عديدة لتقبل العنف.. وارتداء الملابس التنكرية «الترعيبية» لا يساعد على التنكر خلف ستارها فقط لارتكاب جرائم!! بل يسمح لنمو هذا الفكر حتى لو جاء فى شكل «تهريجى» ومن ثم يصبح الذبح والقتل مستساغاً ومألوفاً ويصبح الاستقطاب سهلاً، ولعل ما دسته إحدى القنوات الفضائية العالمية لفيلم يوضح طرق استقطاب جماعة «داعش» الإرهابية للأطفال وختان إنسانيتهم ومخاوفهم يؤكد هذا الفكر الذى أشرت إليه. ولنتذكر أن كل مجتمع يحصل على الجريمة التى يستحقها ولكن الأكثر صدقاً هو أن كل مجتمع يحصد نتائج القوانين التى يصر على وجودها!!