على رصيف ضيق بمنطقة الخصوص، اختبأ «يوسف» بعيداً عن قسوة والده. يجلس يومياً بملابسه البالية فى صمت، منتظراً ما يقدمه له أصحاب المحلات المجاورة أو بعض المارة من مساعدة، بعد أن اختار الصغير الشارع والنوم على الرصيف الأكثر حناناً من نيران الأب ولكماته. «يوسف» يتحدث عن مأساته بأسى، ويقول: «بقالى شهر فى الشارع هربان من أبويا، ومش عارف أروح فين». لا يعلم الطفل ذو ال«7 سنوات» مكاناً يلجأ إليه سوى الشارع بعد وفاة والدته، وزواج والده من سيدة أخرى، ويقول: «بعد ما أمى راحت لربنا أبويا حبسنى فى البيت ومراته الجديدة كل يوم تتهمنى بالسرقة وأبويا ينزل ضرب فيا وما بيصدقنيش». ويضيف: «مفيش معايا فلوس ومش عايز أفضل فى الشارع، فيه ناس فى المنطقة بتساعدنى وبيجيبوا لى أكل لأنهم فاكرينى متسول، وفيه ناس قلت لهم إنى هربان من أبويا وبيحاولوا يرجعونى، وأنا مش راضى». «أحمد» شاب رق قلبه للطفل الصغير، وتحدث إليه قائلاً: «هاخد على أبوك تعهد ما يعملكش حاجة تانى، لو حرقك أو ضربك هبلغ عنه وأسجنه، ما تخافش يا يوسف، بس ارجع البيت»، فجاءه الرد: «نومة الشارع وسط القطط والكلاب أهون من ضربه لىَّ وقسوته».