يلقي المرشح الجمهوري للبيت الأبيض ميت رومني اليوم خطابا يتوقع أن يهاجم فيه سياسة باراك أوباما الخارجية في الشرق الأوسط وأن يندد ب"عدم تحرك" الرئيس الأمريكي إزاء تصاعد التطرف في تلك المنطقة. ومع هذا الخطاب الذي أعلن عنه منذ عدة يام، سيعمل ميت رومني على إثبات نقاط قوته في حال انتخابه رئيسا في مجال السياسة الخارجية والدفاع وهو نطاق يؤيد فيه غالبية الأمريكيين باراك أوباما. ويتوقع أن يقول في خطابه، بحسب مقتطفات نشرتها الصحافة، إن "الهجمات على أمريكا الشهر الماضي يجب ألا تعتبر أعمالا معزولة" في إشارة إلى الهجمات على السفارات الأمريكية في العالم العربي ردا على الفيلم المسيء للإسلام الذي بث على الانترنت. ومن المقرر أن يتحدث رومني في المعهد العسكري في فرجينيا وهو جامعة عسكرية في شرق البلاد. وجاء في مقتطفات الخطاب أيضا أن الهجمات "تظهر الصراع الأوسع نطاقا الذي تشهده كل منطقة الشرق الأوسط، المنطقة التي تعيش اكبر تغيرات لها منذ قرن، ومحاور هذا الصراع تمر بوضوح عبر بنغازي". وندد فريق الجمهوريين برد فعل إدارة أوباما بعد الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي شرق ليبيا في 11 سبتمبر، وانتقدوا البيت الأبيض لأنه انتظر عدة أيام قبل أن يصف الهجوم ب"الارهابي" ولأنه قلل من شان التهديدات المناهضة للأمريكيين. وبعدما ندد باستراتيجية "الأمل" التي يعتمدها باراك أوباما، أكد رومني بحسب نص خطابه أنه يرغب في "تغيير المسار في الشرق الاوسط". وقال "لا يمكننا دعم أصدقائنا وهزم أعدائنا في الشرق الاوسط حين لا ترفق أقوالنا بأفعال .. وإذا كانت استراتيجيتنا لا تبدو بمثابة شراكة بل عدم تحرك". وفي حال انتخابه رئيسا سيعمد رومني إلى تشديد العقوبات على إيران لمنعها من تطوير قدرات نووية عسكرية، كما سيربط المساعدة المالية لمصر بإحترام معاهدة السلام مع إسرائيل، وسيزيد موازنة الدفاع الأمريكية، كما سيزود المعارضة السورية بأسلحة، خلافا لما هي السياسة الأمريكية الحالية، كما جاء في المقتطفات. وهذه المواقف ليست جديدة لكن خيار إعلانها من خلال توجهه الى مكان له طابع رمزي، يظهر ثقة فريق رومني بأن الرئيس ضعيف في هذه الملفات. وفي استطلاع للرأي أجري نهاية سبتمبر الماضي اعتبر 46% من الأشخاص أن باراك أوباما سيكون أداؤه "أفضل" من رومني في مجال السياسة الخارجية مقابل 40% عبروا عن رأي معاكس- في تقدم بارز رغم أن النتائج لا تزال متقاربة جدا- مقارنة مع استطلاع نفسه أجري في يوليو الماضي وأعطى 47% من التأييد لأوباما مقابل 32% لرومني في هذا المجال. لكن فريق حملة أوباما عبر عن تمنياته في التطرق إلى مواضيع السياسة الخارجية. وقالت الناطقة باسم حملة الديموقراطيين ليز سميث في بيان "فلتبدأ المعركة". وأضافت "الرئيس أوباما قضى على قيادة القاعدة، وأنهى بطريقة مسئولة الحرب في العراق وهو على وشك إعادة جنودنا من أفغانستان وهو يحارب ضد خداع الصين". وميت رومني، الصديق الشخصي لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وعمل معه في السبعينيات من القرن الماضي في مكتب الاستشارات "بوسطن كونسالتينج جروب"، سيتطرق كما هو متوقع أيضا الى الملف النووي الإيراني ويتهم باراك أوباما كما فعل عدة مرات "بالتخلي عن اسرائيل". وسيؤكد ايضا على اهتمامه الشخصي بحل النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني بعد بث فيديو صور بدون علمه وقال فيه إن "الانتقال نحو السلام يكاد يكون غير مطروح".