لم يكن تقرير وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" عن أخطاء الحرس الثوري الإيراني في تحديد الطائرات التي تخترق المجال الجوي الإيراني، والتي وصلت إلى حد إطلاق الصواريخ وإسقاط عدد من الطائرات المدنية والحربية الإيرانية عن طريق الخطأ، ليمر بسهولة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، خاصة مع ازدياد حدة الصراع بين إيران وإسرائيل بسبب المشروع النووي الإيراني. تعليقا على تقرير البنتاجون، أجرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تقريرا مطولا حول تقرير البنتاجون، حيث أكدت الصحيفة أن خبراء إسرائيليين أكدوا أنه رغم تقدم إيران تكنولوجيا، إلا أنها لا تستطيع استخدام تكنولوجياتها بأفضل الوسائل الممكنة على مسرح المعارك الحربية، مؤكدين على أنه رغم تباهي الجيش الإيراني بقدراته، إلا أنه "ينبح فقط.. ولا يعض.. ومازال عالقا في الماضي". وأشار عدد من الخبراء الإسرائيليين، بحسب تقرير الصحيفة الإسرائيلية، إلى أنه في حال اندلاع حرب مع إيران، فإن الجمهورية الإسلامية ستفضل ألا تقع الحرب على أراضيها، بسبب المعدات العتيقة التي يستخدمها، وزعم الخبراء الإسرائيليون أن المشروع النووي الإيراني، أنشأ في الأساس لإخفاء انغماس الجيش الإيراني في أخطاء الماضي والمعدات العتيقة من الناحية العسكرية. ويقول د. سولي شاور، من جامعة حيفا، إن الطائرة الأكثر تقدما لدى الإيرانيين حتى الآن، هي طائرة فانتوم، وهو ما سبق أن خاض الجيش الإسرائيلي حربا ضدها قبل أربعين عاما، في حرب أكتوبر 73. وأشارت "يديعوت" إلى أن كشف التقرير الأمريكي ل "البنتاجون"، والذي أكد المخاوف الإيرانية من هجوم عسكري إسرائيلي عليها، أثبت للمرة الثانية أنه إلى جانب الحديث هناك وقائع لا يمكن التغاضي عنها، ففي الوقت ذاته الذي يهدد الإيرانيون فيه إسرائيل في كل فرصة تسنح لهم، يبدو أن قدرتهم على تحقيق تلك التهديدات ضئيلة، في كل ما يتعلق بالقدرة العسكرية لهم. وأشار شاور إلى أنه يرى أن إيران استطاعت التغلب على فشلها العسكري، عن طريق إطلاق الأقمار الصناعية والبدء في تنفيذ المشروع النووي، والتعاون العسكري مع كوريا الشمالية، وتابع شاور: "إيران متقدمة على المستوى التكنولوجي، ولكن مع هذا، مازال لا يمكن أن ينتصروا في الحروب على ساحة المعارك، فهي مازالت لديها عقبات كثيرة على المستوى العسكري". أما إميلي لانداو، رئيس مشروع ضوابط الأسلحة والأمن الإقليمي بمعهد أبحاث الأمن القومي، فقد أكدت على أن إيران تلعب سياسيا بشكل بارز، حيث أنها تميل إلى الإعلان عن تفاصيل تقدمها العسكري طوال الوقت بشكل كبير، إلا أن قدرة أسلحتها لا يمكن أن تكسبها الانتصار بشكلها الحالي، "وفي المقابل، من ناحية التسليح والصواريخ، هم متقدمون جدا، ولهخذا فإن كل التهديدات في الأساس تنبع من هذا الاتجاه". وتفترض لانداو أن إيران تدرك الواقع بأن القدرة الأمريكية على مستو عال، ولهذا فإنها ستكون حذرة جدا في التعامل معها، ولن تخاطر بالتصعيد ضد الولاياتالمتحدة وخصوصا على أرضها، وتقول لانداو: "إن نجحت دولة ما في تحقيق القدرة النووية، فإن عليها أن تقلق كثيرا بشأن قدرتها العسكرية".