هاجم الدكتور حسام بدراوى، الأمين العام السابق للحزب الوطنى المنحل، الأحزاب الموجودة الآن على الساحة السياسية، وقال إنها لا يمكنها التوافق لتكوين أغلبية برلمانية، رافضاً الترشح فى الانتخابات البرلمانية. وطالب «بدراوى» الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال حواره مع «الوطن»، بضرورة تأسيس حزب على وجه السرعة حتى يحصد الأغلبية فى البرلمان المقبل. ■ لماذا قررت عدم خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ - لن أخوض الانتخابات لسبب رئيسى وأساسى وهو أن الدستور الجديد الذى جرت الموافقة عليه مبنى على وجود أحزاب سياسية، وأنا لا أرى فى الأحزاب الموجودة الآن فى الساحة السياسية إلا قدراً كبيراً من الهشاشة ولا يمكن توافقها لتكوين أغلبية برلمانية. ■ ولماذا لا يمكن توافقها، من وجهة نظرك؟ - لأن ما أراه من اجتماعات من قادة الأحزاب السياسية اجتماعات توافق أشخاص، وليس توافق رؤى ولا أيديولوجيات، وأرى حزباً من أقصى اليسار يجتمع مع حزب من أقصى اليمين. لم أر أحداً منهم طلب وضع قواعد أساسية للتوافق على الوضع الاقتصادى والتنمية والعدالة الاجتماعية، ويتبادلان وجهات النظر، وإن كان هناك توافق سيكون حقيقياً وليس توافقاً ينتهى بمجرد انتهاء الانتخابات وتصبح هناك أغلبية مشرذمة وأقلية منظمة أقوى منها. كما أن الدستور يقول إن الحكومة تمثل أغلبية، وأنا لا أرى هناك أغلبية لها أيديولوجية. ■ تقصد أن الدستور حين نص على أن الحكم سيكون مختلطاً بين البرلمان والرئيس كان خاطئاً؟ - هناك انفصام فى مضمونه لأنه ليس موجوداً على أرض الواقع والدستور يوضح أن هناك انفصاماً فى الشخصية بين مضمون الدستور والأمل وبين الواقع الذى تجتمع الناس عليه وهو الرئيس، فيحكم الرئيس ويحاسب ويتغير، لكن لا نقول إن لدينا نظاماً حزبياً وهو غير موجود بالأساس. ■ هناك بعض القوى السياسية تطالب الرئيس بتأجيل الانتخابات البرلمانية، ما رأيك؟ - الموقف الحالى يتطلب تأجيل الانتخابات البرلمانية وهذا غير مقبول ديمقراطياً، وأرى أن الشىء الوحيد الذى تجتمع عليه الناس فى الوقت الحالى هو شعبية الرئيس التى من الممكن أن تتآكل بمرور الوقت، وعليه أن يؤسس حزباً ليكون حزب الأغلبية فى البرلمان، لأنه لا توجد لدينا أحزاب لديها شعبية قوية. ■ تطالب الرئيس بتأسيس حزب حتى يصبح حزب الأغلبية فى البرلمان المقبل، ماذا لو ردد البعض بأنه نجح بالتزوير أو أن «الحزب الوطنى» عاد مجدداً؟ - عدم الثقة سيظل أمراً قائماً طوال حياتنا، وهل هناك أى حاكم فى العالم يحكم من دون حزب أغلبية؟ وليس معنى أن لدينا تجربة حكم سيئة ألا يكون عندنا حزب أغلبية. إن الدستور ينص على أن النظام حزبى و«كفانا تناقضاً».