عيناها حادتان.. لا يعرف اليأس طريقا إليهما، يسكنهما طموح شرس وطفولة تأبى الرحيل قبل موعدها، كلماتها تخرج واثقة الخطى، ويطل من بين حروفها حلم الصعود إلى الكوكب الأحمر. "أليسا" فتاة في الثالثة عشر من عمرها اختارت أن تصبح رائدة فضاء، فتخلت عن ألعاب الطفولة والتحقت بوكالة الفضاء الأمريكية لتكن بذلك أول من يلتحق بمعسكرات الفضاء الدولية التي تنظمها وكالة ناسا. احتمالات عدة في انتظارالأمريكية الصغيرة بعد صعودها إلى المريخ، منها عدم العودة من الكوكب مرة أخرى، لكنها تدرك ذلك جيدا وتصر على الذهاب حتى لو كانت عدم العودة هو خيارها الوحيد. "أعتقد أن لدي فرصة كبيرة في السفر إلى المريخ فأنا أتدرب منذ 9 سنوات، وكلما كبرت وواصلت التدريب زادت خبرتي واستطعت أن ألفت الأنظار إلى وأبدو مختلفة تماما عن غيري".. تقول "أليسا" عبر تقرير بثته شبكة "بي بي سي" الإخبارية، "أليسا" تحاول تحقيق التوازن بين تدريباتها وطفولتها.. تقضي يوم السبت في لعب كرة القدم أو التدرب على عزف البيانو.. أما باقي أيام الأسبوع تتلقى دروسا في اللغات الإسبانية والفرنسية والصينية والفنون وعلم الاجتماع والرياضيات. "الفشل غير مطروح ولا أريد أي عقبة في طريقي إلى المريخ"، كلمات تعكس روح التحدي التي تغمر الفتاة الصغيرة، فالمغامرة الأمريكية تسعى لإنجاح مشروع شاركها فيه والدها "بيرت كارسون".. واثقا أن حماس ومحاولات ابنته سيصلان بها إلي الكوكب يوما ما. يقين أليسا وأبيها لم يأت من فراغ، فوكالة الفضاء الأمريكية لديها برنامجا مفصلا للعشرين سنة المقبلة بشأن الفتاة، والمسؤولين في ناسا يتابعون تطوراتها باستمرار، يقول بول فريمان، مسؤول بالوكالة "من المتوقع أن تصل أليسا إلى المريخ بحلول عام 2033 لتكون أول من يطأ قدمه سطح الكوكب الأحمر".
