تركت حرب السادس من أكتوبر عام 1973 أثرا سلبيا في نفوس الكتاب والشعراء الإسرائيليين، وظهرت بعض المصطلحات السياسية بعد الحرب تدل على فشل آليات الدفاع النفسي، التي طورها المتخصصون في المجتمع الإسرائيلي، لمساعدته على التغلب على آثار صدمة الحرب. نشر أحد الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في الحرب قصيدة تسخر من أحد الأغاني المشهورة حينها، في مجلة "باماحانية"، التابعة للجيش الإسرائيلي، وكانت كلمات القصيدة :"كنت طفلة صغيرة وكنا في حرب 1948، عندما غنيت لي: أعدك أن الأمور ستكون على ما يرام، ارتديت الزي العسكري، وألفت لي أغنية، ووعدتني أن هذه هي الحرب الأخيرة، قلت لي وقتها، سترين يا صغيرة، أن هذه ستكون الحرب الأخيرة، ومرت بضع سنين. وعدت مرة أخرى للحرب، في معارك سيناء وحرب 1956، ومرة أخرى كتبت لي أغنية ذاع صيتها، واشتريت اسطوانة - ثم أخرى، لأنك وعدتني مرة أخرى، سترين يا صغيرة، أن هذه ستكون الحرب الأخيرة، وذهبت مرة أخرى إلى الحرب والدماء، وكتبت لي قصيدة جديدة، متفائلة وبريئة، طبعت على الفور في كل دواوين الشعر. ووعدتني مرة أخرى وقلت: سترين يا صغيرة، أن هذه ستكون الحرب الأخيرة، وهكذا وصلنا إلى حرب أكتوبر. وسارعت مرة أخرى إلى تأليف المزيد من القصائد، ومرة أخرى قلت لي: يا طفلتى الصغيرة.. أنا الآن كبيرة ولم أعد أصدق، إن كان لابد إن نحارب فلنفعل ذلك، ولكن على الأقل، يمكنك أن تتوقف عن كتابة القصائد وإطلاق الوعود". وتم حصر 8 روايات حتى الآن تعالج حرب أكتوبر، كراوية "حرب جميلة" عام 1974 للكاتب دان بن آموتس، حيث زعم أنه تلقى بعد الحرب بفترة بسيطة طردا به وثائق مكتوبة بخط اليد، كتبها صديق له، وهو جندي لقي مصرعه في الحرب. ويذكر أن الطرد كان به مقالة نقدية وقصة ورواية وخطاب شخصى من الجندى إلى الراوي، يطلب فيه منه نشر هذا الكلام. ويعبر الراوى عن تضامنه مع أغلب ما ورد فى هذه الوثائق، ويقرر أنه سينشرها بعد إعادة تحريرها. ويستخدم الراوى القصة كمحور للعمل، ويضيف إليها فقرات أخرى. ويخصص الراوي أغلب المادة الروائية لوصف مشاهد من الحرب، ولطرح أفكار ومشاعر تثيرها الحرب لديه، بشأن معنى الحياة على وجه العموم، ومعناها فى إسرائيل بشكل خاص. وهناك رواية "العاشق" التي نشرت عام 1977 للكاتب إبراهام يهوشواع حيث تتناول الرواية قصة آدم الإسرائيلى الذى يبحث عن عشيق زوجته ويدعى جبريئيل، والذى فقد منذ ذهب لتسليم نفسه فى الجيش كجندى احتياط فى حرب أكتوبر، دون أن يرد إليه استدعاء. وقد فعل جبريئيل ذلك تحت ضغط معنوى من أسرة آدم، حيث أن الاستدعاء لم يرد إليه، نظرا لأنه لم يسجل نفسه فى مراكز التجنيد عند قدومه إلى إسرائيل. ويتناول الحدث فى الرواية فترة الأسابيع التالية لحرب أكتوبر وذلك من خلال قصة إحدى الأسر اليهودية المفككة، التى قام عائلها آدم باصطياد عشيق لزوجته مستغلا حاجته المادية. كما يوجد أيضا رواية "ملاذا" التي أنتجت عام 1976 للكاتب سامى ميخائيل، حيث تتناول الرواية العلاقات بين أعضاء إحدى الخلايا الشيوعية التى تضم عربا ويهودا فى حيفا فى الأيام الثلاثة الأولى للحرب، مع شرح مواقفهم المتناقضة منها. وفى هذه الرواية يطلب مردوخ اليهودى العراقى من زوجته شولا عشية عيد الغفران استضافة اثنين من أصدقائه العرب الأعضاء فى التنظيم الشيوعى الذى ينتمى إليه. هناك أيضا رواية "ريش" التي أنتجت عام 1979 للكاتب حاييم بئير، وتعتبر هذه الرواية فى الأصل رواية ذكريات تتناول الهوة التى تفصل بين المثاليات وبين الواقع السياسى لدولة إسرائيل بعد حرب أكتوبر غير أن ما يضفى عليها طابعا خاصا، هو أن الرواية هنا تأتى من وجهة نظر جندى عمل فى الفترة الأخيرة من الحرب وفى الفترة التالية لها فى البحث عن جثث الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا فى الحرب فى منطقة فنارة، وكانت فنارة تظهر فى أحلامه كالكابوس. تأتى إفاقة هذا الجندى عندما يكتشف أن إحدى الجثث التى انتشلتها وحدته من مياه القناة هى جثة ابن صديق أسرته، حيث يكتشف هنا أن قتلى الحرب ليسوا مجرد أرقام ترد فى إحصائيات وبيانات وزارة الدفاع. ووجدت رواية "رحلة فى أغسطس" عام 1980 للكاتب أهارون ميجيد والتي تعالج الرواية حكاية دانيئيل لفين الذى سافر إلى الولاياتالمتحدة بعد مقتل ابنه الأكبر نوني فى حرب أكتوبر. يضطر لفين إلى العودة إلى إسرائيل، التى يعتبرها مصدر كل سوء، لكى يبحث عن ابنه الأصغر جيدي، والذى هرب من الخدمة العسكرية. وفى أثناء البحث عن الابن المفقود يجد الأب نفسه يسير فى نفس مسار الرحلة التى قطعها من قبل إلى ميدان القتال، الذى لقى فيه ابنه الأكبر مصرعه. وهناك رواية "الصحوة الكبرى" التي صدرت عام 1982 للكاتب بينى برباش، وتتناول الرواية شهادة العقيد إيلى هانجبي أمام لجنة التحقيق العسكرية التى تحقق فى خطأ ارتكبه فى أوج المعارك فى الحادى عشر من أكتوبر 1973. ونجد أيضا رواية "ظهور إلياهو" التي صدرت عام 1999للكاتب سين يزهار وتعتبر هذه الرواية مجموعة من ذكريات الكاتب عن الأسبوع الأخير من الحرب فى الجبهة المصرية فى منطقة الدفرسوار، التى عرفت فى وقت لاحق باسم "الثغرة". وحاول الكاتب إكساب الذكريات طابعا قصصيا بإدراج قصة البحث عن صهره إلياهو كجزء منها. حيث تبدأ الراوية بالتساؤل عن مكان إلياهو، وتنتهى باللقاء بين الطرفين. أما الرواية الأخيرة فهي "علامة التنشين" للكاتب حاييم سباتو هذه أيضا رواية ذكريات تتناول الأيام الثلاثة الأولى للحرب على الجبهة السورية. ويصف فيها الكاتب كيف دمر السوريون الدبابات الإسرائيلية كالحشرات فى الهجوم الأول، حيث تحكى الرواية قصة البحث عن دوف صديق الراوى الذى لقى حتفه فى الحرب. وتنقسم إلى جزءين رئيسيين. الجزء الأول قصة الخروج للحرب والجزء الثانى قصة الأيام الثلاثة الأولى، والتى يحكيها جنود الفصيلة للمحققين، وتعتبر القصة الأخيرة هى الهدف الرئيسى للرواية وتضفى عليها طابعا توثيقيا. وتوضح هذه القصة مدى تخاذل الجنود الإسرائيليين، والبطولات التى أبداها الجنود السوريين فى الأيام الأولى للحرب، قبل التدخل الأمريكى لمساعدة إسرائيل. ملف خاص في 6 أكتوبر.. ولد "الأسد" واغتال الإرهاب "البطل" وقهرت إسرائيل 10 أسرار تعرفها لأول مرة عن حرب أكتوبر 1973 بالصور| "يوم رد الكرامة".. لقطات لم ينشرها التاريخ بالفيديو| "الوطن" تعيد بث بيان الإذاعة المصرية لحظة عبور القناة "خط بارليف".. محاه عمال القناة بعد 4 عقود بالصور| "الوطن" في "ميت أبوالكوم".. العشرات يحيون ذكرى السادات مدير "الشبكة العبرية" يكشف دور "الإذاعات الموجهة" في "أكتوبر" "حرب تشرين التحريرية" و"يوم الغفران".. لانتصار "أكتوبر 73" مسميات أخرى بالفيديو| في 8 مشاهد.. الشعب والجيش من محنة الهزيمة إلى فرحة "أكتوبر"