أعرب ناجون إيطاليون من مجزرة للنازيين خلال الحرب العالمية الثانية عن غضبهم أمس، بعد يوم من رفض محكمة ألمانية دعوى قضائية ضد الجناة المزعومين الذين أدينوا بالفعل في إيطاليا. وكانت محكمة إيطالية عسكرية قد حكمت بالسجن مدى الحياة على عشرة من أعضاء الجناح العسكري للحزب النازي "فافن إس إس"، بعد إدانتهم بقتل 560 شخصاً من سكان بلدة تل سانت أنا دي ستازيما في توسكاني عام 1944. وأيدت أعلى محكمة استئناف في إيطاليا هذه الأحكام عام 2007. لكن ممثلي الادعاء في مدينة شتوتجارت الألمانية قالوا أمس الأول، إن الأدلة المتاحة لمحاكمة المشتبه بهم الثمانية الذين ينتمون ل"فافن إس إس" في ألمانيا والذين لا يزالوا على قيد الحياة، كانت ستعد كافية بالنسبة للتهم الأقل خطورة، والتي انقضت الدعوى الجنائية الخاصة بها بالتقادم. وقد أدانتهم إيطاليا غيابيا لأن الدستور الألماني يحظر تسليم مواطنين ألمان لدولة أخرى. وقال إينيو مانشيني (75عاما) لصحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية: "ألمانيا تقول دائما إنه يجب علينا أن نؤدي واجباتنا الاقتصادية، ولكن أصدقائنا الألمان ينبغي عليهم أيضاً أن يقوموا بواجباتهم التاريخية". وكان من بين القتلى الذين سقطوا في مجزرة 12 أغسطس 1944 مئة وسبعة طفلا على الأقل. يذكر أنه في ظل حكم الزعيم الفاشي بينيتو موسوليني، كانت إيطاليا حليفا لألمانيا النازية أثناء الحرب العالمية الثانية. ولكن بعد الإطاحة بموسوليني وانضمام إيطاليا إلى المعسكر الأخر في عام 1943، غزت ألمانيا البلاد وخاضت معركة وحشية ضد كل قوات الحلفاء المتقدمة وأنصارهم.