بينما يثير المتحور«دلتا» من فيروس كورونا المستجد، قلقًا متزايدًا حول العالم، حذر علماء بريطانيون من ظهور متحور جديد قادر على التسبب بوفيات بنفس معدل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «ميرس»، والذي يقتل واحدًا من كل ثلاثة أشخاص مصابين به. ونقلًا عن شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، أشارت وثيقة أعدتها المجموعة الاستشارية العلمية البريطانية لحالات الطوارئ إلى أن القضاء على الفيروس المسبب ل«كوفيد-19»، لن يكون سهلًا، وأن متحورات جديدة ستظهر دائمًا، والمتحور الجديد قد يكون ناجمًا عن إعادة تركيب نوعين مختلفين جديدين من المتحورات، أو ناشئًا عن المتحورات الموجودة حاليا مثل «ألفا» و«دلتا». ماذا يعني الانجراف المستضدي؟ وأرجع العلماء إمكانية مقاومة المتحور الجديد للقاحات المتوفرة حاليًا، والمستخدمة ضد كورونا، إلى ما يعرف ب«الانجراف المستضدي»، فما المقصود بالمصطلح العلمي الجديد، وما علاقته بظهور متحورات جديدة؟ الدكتور محمد شهيدي، أستاذ علم الفيروسات بجامعة قناة السويس، بدأ حديثه ل«الوطن» بالإشارة إلى أن كلمة «الانجراف» تعني طفرة كبيرة جدًا في الفيروس تنتج بسبب تراكم الطفرات الصغيرة للفيروس في جيناته، وخطورتها تتمثل في قدرة الفيروس على الهروب من الأجسام المضادة للقاح. «الانجراف المستضدي» وقدرة الفيروس على الهروب من اللقاح وتابع أستاذ الفيروسات في حديثه عن التحذير الطبي الجديد من ظهور متحور جديد أشد خطورة من السابق، بأن ظاهرة «الانجراف المستضدي» المشار إليها قد تعيدنا إلى البداية من نقطة الصفر من جديد، قائلًا: «الفيروس هيقدر يهرب من اللقاح لأنه هيكون مختلف تمامًا عن صفات الفيروس السابقة، وممكن وقتها نحتاج نتوصل للقاحات جديدة للوقاية من النوع الجديد»، بحسب تعبيره. وكلمة «المستضدي» على وجه التحديد، فسرها «شهيدي» بأنها تشير إلى الأجسام المضادة، ومن ثم فإن «الانجراف المستضدي» ينتج عنه فقدان المناعة حيث تسمح للفيروس بالتهرب من الجهاز المناعي الذي يواجهه، ما يثير مخاوف من تجدد الأزمة بعد التوصل إلى لقاحات مضادة للنسخة المتعارف عليها من فيروس كورونا.
