حزن يخيم على كثيرين وتدمع له الأعين، بعد وفاة شخصية مؤثرة أو بارزة أو حادث مأساوي تروح ضحيته أرواح بريئة، إلا أن هذا الحزن من ناحية أخرى يرسم ابتسامة خبيثة على وجوه أعضاء جماعة الإخوان ومؤيديها، الذين يخرجون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات إعلامهم الخاص يشمتون في موت من كان يعارضهم. أطلَّت عزة الجرف، النائبة الإخوانية السابقة، الشهيرة ب"أم أيمن"، عقب وفاة الكاتب الصحفي الكبير أحمد رجب، لتشمت في وفاته عبر حسابها الخاص على موقع "تويتر"، قائلة: "دعمت القتل وحرَّضت عليه، وشمتَّ في الدم وسخَّرت قلمك للحرب على كل قيمة إسلامية، فعليك من الله ما تستحق وعند الله تجتمع الخصوم". ولحق ب"رجب" نصيب مما أصاب صديقه الراحل رسام الكاريكاتير مصطفى حسين، الذي ثار الإخوان ضده فرحين بوفاته، فدشنوا هاشتاج على مواقع التواصل للهجوم عليه قائلين "اللهم احشره مع الظلمة والمنافقين أمثاله، واجعل قبره قطعة من جهنم"، مبررين ذلك بمعارضته لهم في رسوماته وآرائه، ودعوا حينها على "رجب" باللحاق به. وقبل "رجب" وصديقه "حسين"، خرجت "أم أيمن" إبان وفاة الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم تشمت فيه، واصفة إياه ب"من باع آخرته وخاتمته بدنيا غيره، ولم يجد قبرًا يسعه إلا مقابر الإخوان المسلمين، وعند الله تجتمع الخصوم، اللهم احشره معهم"، لم تكتفِ القيادية الإخوانية بذلك، بل أضافت "باع الحق وهو يعلمه، واشترى الباطل وهو يعلمه، لم يحترموه بقبر وهذه طبيعة الانقلابيين مع كل من دعمهم، اللهم احشرهم معًا". كان وفاة أحمد فؤاد نجم تربة خصبة لشماتة الإخوان، فلطالما هاجمهم بأسلوب لاذع على شاشات التليفزيون، وانتقد جماعاتهم وقياداتهم وأنصارهم، فباتوا يشمتون من خلال صفحاتهم على "فيس بوك"، في مقدمتهم البارزون منهم يتحدثون ومن خلفهم يردد أتباعهم الشماتة دون الالتفات لحرمة الموت، فسخر الإعلامي علاء صادق، أحد أشد مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، شامتًا في موت نجم قائلًا: "عاش أحمد فؤاد نجم 60 عامًا مقاومًا للاستبداد، وتعرَّض لكل أنواع التعذيب والتنكيل والقمع، وشاء الله أن يموت مناصرًا للاستبداد". إلى جانب "أم أيمن" كان أحمد المغير، أو المعروف ب"رجل خيرت الشاطر"، ثاني أشهر الإخوان الشامتين في موت معارضيهم، وكان أشدهم سخرية، فلا يكاد يقع حادث للطرف الذي يعاديه، حتى يخرج عبر حسابه الشخصي يشمت في الموت، وكان أشهرها شماتته في موت جنود الجيش والشرطة على يد جماعة "أنصار بيت المقدس"، مبديًا إعجابه بالفيديو الذي بثوه لقتل الجنود قائلًا: "أنصار بيت المقدس، لا عز إلا بالجهاد، ولا حلَّ إلا بالسلاح". وعند استشهاد العميد أحمد زكي في انفجار عبوة ناسفة بسيارته بمدينة 6 أكتوبر، كتب المغير "الشباب بدأوا يبدعوا أهو بدل ما يحرقوا سيارة الظابط بقوا بيحطوله تحتها هدية بتتفتح، بس بعد ما يركب السيارة"، كما شمت في موت استشهاد ضابط بميدان لبنان قائلًا: "فطيس من الداخلية"، وأعلن عضو الجماعة التي كثيرًا ما أعلنت تبرؤها منه ومن تصريحاته، عن عدم تعاطفه مع الصحفية ميادة أشرف التي قتلت أثناء تغطيتها الأحداث بعين شمس، ووصفها بأنها تعمل في جريدة موالية للاحتلال". وبدون مراعاة لإنسانية أو حرمة الموت، هلل مدير شبكة "رصد" الإخوانية، عمرو فراج، عند وفاة الكاتب الصحفي عبدالله كمال، قائلًا "كلب وراح، اللهم عامله بما يستحق، واجعل ضلاله ونفاقه وكذبه لعنات عليه في قبره"، لم يسلم الصحفي خالد السرجاني أيضًا من شماتة الإخوان في وفاته، كذلك مرشح الرئاسة السابق أبوالعز الحريري، حتى أصبحت مواقع التواصل منفذًا لشماتتهم في الموت، يتحدثون دون حرج، غير مبالين باتهاماتهم للآخرين عندما يتذوقون من نفس الكأس.