انقلب السحر على الساحر، فبعد أن كانت قطر أكبر دولة مؤيدة للإخوان، طلبت الدوحة من قيادات الجماعة مغادرة أراضيها، ليشمل القرار 7 من القيادات وحلفائهم، وعلى مدار عام أطلقت دولة قطر عنان قناة الجزيرة وظلت تركز على الأحداث في مصر وتعرض المساوئ بها وتحرِّض على العنف والمظاهرات. قال الإعلامي أيمن عزام، المذيع بقناة "الجزيرة"، والمناصر لجماعة الإخوان، إن قرار الدوحة ترحيل القيادات الإخوانية عن قطر "لم يكن بعيدًا"، بل إن تراجع قطر وتركيا والجزيرة ومذيعيها، أمر محتمل ومتوقع. وأكد الإعلامي عزام، واقعة استبعاد بعض قيادات الإخوان من قطر، معلقًا على رد فعل الجماعة بالقول: "يبهرني هذا اليقين بالله الذي يتمتع به قادة الإخوان المسلمين وشباب الجماعة أبناء (البنا) أقف تعظيم سلام لثباتهم أمام نوائب الدهر حين تهب رياحها عليهم". ووجَّه "عزام"، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، رسالة إلى من أسماهم "أهلي وعشيرتي"، بأنه ليس بعيدًا عن التراجع واليأس والتخاذل، مضيفًا: "لماذا نصمم على تقديس الأشخاص والمبالغة في دور المؤسسات والدول التي تدعم الشرعية". فيما قال ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي الدولي، في تصريح خاص ل"الوطن"، إنه كان هناك اجتماع خليجي الشهر الماضي، وآخر في جدة يضم أكبر المسؤولين السعوديين والكويتيين، يستهدف ترشيد الموقف تجاه الدولة المصرية ووقف مساندة جماعة الإخوان من الدولة القطرية، لافتًا إلى أن قرار طرد القيادات الإخوانية جاء في إطار استجابة قطر لمطالب الدول الخليجية. وتابع أنه "لا يستطيع الحكم على سلوك الجزيرة إلا بعد رؤية الطريقة التي تتصرَّف بها، ولكن من المحتمل أن توقف سياستها التحريضية تجاه مصر بعد هذه القرارات". وفي استجابة للقرار، أعلن الداعية الإخواني وجدي غنيم، أنه قرر الانتقال من قطر "حتى لا يتسبب في حرج للسلطات القطرية"، قائلًا "قررت أن أنقل دعوتى خارج قطر الحبيبة، مضيفًا: "أرض الله واسعة، حتى لا أسبب أي ضيق أو حرج أو مشاكل لإخواني الأعزاء في قطر، جزاهم الله عنا وعن المسلمين كل خير"، ممتدحًا حاكم قطر وحكومتها.