توصل تنظيم "داعش" ومقاتلون سوريون معارضون، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بينهما في حي "الحجر الأسود"، جنوبدمشق، واعتبار النظام "العدو الأساسي"، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم. والاتفاق هو الأول من نوعه منذ توسيع التنظيم الجهادي سيطرته على مناطق واسعة في شمال سوريا وشرقها خلال الأشهر الماضية، علمًا بأنه يخوض منذ يناير الماضي، معارك عنيفة ضد تشكيلات من مقاتلي المعارضة في مناطق واسعة من البلاد. وتمكن المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الأسد في يوليو الماضي، من طرد عناصر التنظيم من بلدات في محيط العاصمة، وانتقل الجهاديون بعدها إلى أحياء في جنوبدمشق، منها الحجر الأسود، حيث يحظون بوجود "قوي"، بحسب المرصد. وقال المرصد، إن "اتفاقا تم في منطقة الحجر الأسود جنوبدمشق، بين تنظيم داعش، ومقاتلي الكتائب الإسلامية في المنطقة"، وأنه دخل حيز التنفيذ أمس. ويشمل الاتفاق "وقف إطلاق النار بين الطرفين المتنازعين حتى إيجاد حل للأزمة الحاصلة، وعدم اعتداء أي طرف على الآخر"، واعتبار "العدو الأساسي لكل الأطراف هو النظام النصيري الرافضي"، بحسب المرصد. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن، أن الاتفاق "هو الأول منذ بسط داعش سيطرته على مناطق واسعة في شمال سوريا وشرقها" بدءًا من يونيو الماضي، مشيرًا إلى أنه "غالبًا ما كانت تحصل اتفاقات محدودة أو مصالحات لوقف اشتباكات في مناطق مختلفة، إلا أنها المرة الأولى يحصل اتفاق يحتفظ خلاله الطرفان بتواجدهما وسلاحهما". ويشمل الاتفاق "التزام عناصر الطرفين في المنطقة التي يقف عليها وتحديد الدخول والخروج"، وعدم اعتقال أي شخص "إلا بعد الرجوع إلى قيادته أو الهيئة الشرعية المعترف عليها". كما يتضمن الاتفاق "رد جميع المظالم والحقوق للناس عسكريين ومدنيين"، و"عدم تكفير الناس مدنيين كانوا أم عسكريين".