تحتفى المدينة الفرنسية الساحلية «كان» هذا العام بالسينما وصانعاتها السيدات، ضمن فعاليات مهرجانها السينمائى فى دورته ال74، ب24 فيلماً تشكل قوام المسابقة الرسمية للمهرجان، 4 منها تحمل توقيع مخرجات سيدات، إضافة إلى التواجد القوى لصانعات السينما فى لجنة تحكيم المسابقة الرسمية التى يترأسها المخرج الأمريكى سايك لى، وتضم فى عضويتها 9 سينمائيين من بينهم 5 سيدات. 4 مخرجات يخضن التحدي للمرة الأولى فى تاريخ المهرجان تشارك 4 مخرجات فى المسابقة الرسمية، من بينهن المخرجة جوليا دوكورنو التى تعود للمهرجان بعد 5 سنوات من مشاركتها بفيلم الرعب «Raw» فى أسبوع النقاد وحصولها على جائزة ال«فيبرسى»، وتوجد المخرجة والكاتبة الفرنسية بفيلم «Titanium»، وتدور أحداث الفيلم حول أب يجتمع مع ابنه الذى فقده منذ 10 سنوات بعد سلسلة من الحوادث غير المبررة، ويشارك فى بطولة الفيلم فينسنت ليندون الحائز على جائزة أفضل ممثل فى مهرجان كان 2015 عن أدائه فى فيلم «The Measure of a Man».
ومن الأعمال المنتظرة هذا العام فيلم «The Story of My Wife» للمخرجة المجرية إلديكو إنيدى، التى حصل فيلمها الأخير «On Body and Soul» على مجموعة كبيرة من الجوائز منها الدب الذهبى فى الدورة ال67 من مهرجان برلين السينمائى، بالإضافة إلى جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبى. والفيلم مأخوذ عن رواية بنفس العنوان للكاتب ميلان فوست، وتدور أحداثها حول قبطان بحرى يراهن صديقه على أنه سيتزوج أول امرأة تدخل المقهى الذى يجلسان فيه، وتعتبر الرواية واحدة من روايات «إنيدى» المفضلة عندما كانت فى سن المراهقة، ما دفعها إلى تحويلها إلى فيلم. وتتنافس المخرجة كاترين كورسينى على السعفة الذهبية بفيلمها «La Fracture»، الذى تعود به إلى عام 2018 مع اندلاع احتجاجات «السترات الصفراء» فى العاصمة الفرنسية باريس، حيث يجد زوجان أنفسهما محتجزين فى ليلة صعبة بمستشفى يكتظ بالجرحى ومحاصر من قبل المتظاهرين الجرحى، ويجب على المستشفى أن يغلق أبوابه أمام الحصار. واختارت المخرجة الفرنسية ميا هانسن لاف مهرجان كان السينمائى لعرض آخر أفلامها «Bergman Island» الذى بدأت تصويره فى أغسطس 2018، فى جزيرة فارو السويدية، وتدور أحداث الفيلم حول زوجين أمريكيين يعملان فى صناعة الأفلام يسافران إلى جزيرة فارو التى ألهمت المخرجة أنجريد بيرجمان، لقضاء الصيف فى كتابة سيناريوهات لأفلامهما القادمة، يتم اختبار علاقة الزوجين حيث يبدأ الخط الفاصل بين الواقع والخيال فى التلاشى، ويشارك فى بطولته ميا فاشيكوفسكا وتيم روث. السيدات يسيطرن على لجان التحكيم وعن ارتفاع عدد المخرجات المشاركات فى المسابقة الرسمية، قال المدير الفنى للمهرجان، تييرى فيرمو «يجب ألا نحسب المنافسة فقط، هناك 4 فقط فى المسابقة الرسمية ولكن هناك 8 فى قسم نظرة ما، وهذه هى السينما الشابة، وهذا يعنى أن المستقبل مفتوح للمخرجات الشابات». للمرة الأولى 24 فيلماً تتنافس على «السعفة الذهبية» وتشهد الدورة الحالية مشاركة مجموعة كبيرة من الأفلام، حيث تعتبر تلك المرة الأولى التى تصل فيها عدد أفلام المسابقة الرسمية إلى 24 فيلماً، وتحمل الأعمال توقيع كبار المخرجين فى العالم مع تنوع خلفياتهم الثقافية ومدارسهم الإخراجية، ومن الأعمال المنتظرة هذا العام فيلم «A Hero» للمخرج الإيرانى الحاصل على جائزتى أوسكار أصغر فرهادى. ومن المخرجين الموجودين هذا العام الأمريكى شون بن بفيلم «Flag Day»، الذى تشاركه فى بطولته ابنته ديلان بن، وهو مقتبس من مذكرات جينيفر فوجل، ويسرد العلاقة الصعبة التى تربط المؤلفة بوالدها المحتال، جون فوجل، الذى أضرم النار فى المبانى، وسرق البنوك، وزوّر أكثر من 20 مليون دولار، ولكنه كان أباً ساحراً ومهتماً، ما جعل علاقته مع ابنته معقدة. ومن الولاياتالمتحدة يعود المخرج ويس أندرسون بعد 9 سنوات منذ آخر أفلامه فى المسابقة الرسمية، بفيلم «The French Dispatch»، حيث كان من المقرر أن يشارك الفيلم فى النسخة السابقة من المهرجان إلا أن تم سحبه بسبب جائحة «كورونا»، ويتابع الفيلم 3 قصص مختلفة عن المكتب الأجنبى الفرنسى لإحدى الصحف الخيالية فى مدينة كانساس الأمريكية، خلال عشرينات القرن الماضى، ويضم الفيلم فى بطولته مجموعة ضخمة من النجوم من بينهم تيموثى شالاميت، وفرانسيس ماكدورماند، وأدريان برودى، وإدوارد نورتن. ويقدم المخرج التايلاندى أبيشاتبونج ويراسيتاكول، الحاصل على السعفة الذهبية عام 2010، فيلم هذا العام بعنوان «Memoria»، وتقوم ببطولة الفيلم الممثلة الإنجليزية تيلدا سوينتون، فى دور امرأة اسكتلندية تبدأ فى ملاحظة أصوات ليلية غريبة أثناء زيارتها لأختها فى كولومبيا. ويفتتح الفيلم الموسيقى الرومانسى «Annette» للمخرج ليوس كاراكس، فعاليات الدورة الجديدة من المهرجان السينمائى العريق، يوم 6 يوليو الجارى، فى عرضه العالمى الأول بجانب مشاركته فى المسابقة الرسمية. وتضم لجنة تحكيم المسابقة الرسمية فى عضويتها كلاً من الممثلة المرشحة لجائزة أوسكار ماجى جيلنهال، والممثلة الفرنسية إنجلوريوس باستردز، وميلانى لوران، والمخرجة النمساوية جيسيكا هاوزنر، والمغنية الفرنسية ميلين فارمر، وبين أعضائها الرجال: المخرج الفرنسى السنغالى، ماتى ديوب، والممثل الفرنسى من أصل جزائرى طاهر رحيم، إضافة إلى المخرج البرازيلى كليبر ميندونكا فيلهو، والممثل الكورى الجنوبى سونج كانج. ويمتد وجود السينمائيات السيدات إلى لجنة تحكيم مسابقة «نظرة ما»، التى تترأسها الكاتبة والمخرجة الإنجليزية أندريا أرنولد، وتضم فى عضويتها: المخرجة والكاتبة الجزائرية مونيا مدور، والممثلة الفرنسية إلسا زيلبرشتاين، والمخرج والمنتج وكاتب السيناريو الأرجنتينى دانيال بورمان، بالإضافة إلى الممثل والمخرج الأمريكى مايكل كوفينو.