سأترك لك القلم تكتب عن داعش.. أو تعتقد أن تحالف عشر دول لمحاربتها سيحقق نتيجة فى الوقت الذى يناسبنا ولا يناسبهم!! - سأترك لك تصوير الدمار والقتل فى دول أشقاء الجوار.. وتلتقط صورة لطفل يمشى وحيداً فى صحراء «تبلل» من دموعه جفاءها..!! لن يقترب قلمى من الإخوان ولن يفتح النار على السلفيين وجهادهم ضد العلمانيين.. ولن أرفع «حاجبى» وأنا أرى دولتى لا تحل ولا تربط فى مشكلة «تخمة» الموظفين.. الذين يهدد بعضهم كيان دولة..!! ولن أجتهد فى كشف أسرار ظلام الخميس الماضى.. وأتساءل عن عمليات تجنيد النساء وما أصاب المرأة من قسوة وعنف وهن يمسكن بالسلاح الأبيض والرشاشات. وأرفض أن أشتم رائحة الزبالة، وأعاير دولة لا تقدر على حل مشكلتها و«مليش دعوة» «بسد النهضة ولا بانحدار أخلاق المصريين!!» ومليش دعوة برضه «بمصيبة الآثار» ولا بارتفاع الأسعار ولا بمشاكل الصحة والدواء، ولا الحق الديمقراطى ولا بمسلسل حرب الإرهاب فى سيناء.. لأننى ابتعدت عن كل هذه الأحداث لمدة شهر كامل بعد غياب طويل بمعنى الإجازة وحلاوتها ولذتها التى كدت أنسى طعمها!! وها أنا أعود مرة أخرى للحياة وواقعها.. الأليم لأبدأ موسماً يفتتحه شهر سبتمبر، فأجد القلم يبتعد عن الأحداث ويزحف وينعطف بعيداً عن الذبح والدماء «ويركن» للحنين والأشواق لأيام مضت كنا نتذكرها مع بدايات شهر سبتمبر.. فهكذا تذكر قلمى: أسمع صوت الكروان يشدو فى الفلك الفسيح.. فأعرف أننى فى سبتمبر.. البحر تنام أمواجه والسماء تصفو زرقتها والشمس تخف لسعتها.. لذا أنت فى سبتمبر. فى سبتمبر تتأكد قصة حب بدأت فى ليلة صيف حالمة.. وفى سبتمبر يعود أصحاب الوطن لديارهم بعد هجرة المصطافين.. فى هذا الشهر الشاجن خرجت أجمل قصائد الشعراء الإنجليز هل تعرفون «جون كيتس» هل قرأتم: ode to a nightingale «قصيدة للكروان» فى هذا الشهر تودع الأم طفلها فى أول انفصال جسدى فى رحلته الأولى للعلم والتربية!!.. وفى سبتمبر تبارك السماء رحلة السمان الطويلة بحثاً مرة أخرى عن الدفء والحنان. فى سبتمبر تتحول الشمس من الصهر والقوة إلى الحنان.. وتستقبل الحقول الخضراء طرح موسمها الجديد.. وفيه تُنسج الخيوط الناعمة والدافئة التى نحتضنها طوال الشتاء أيضاً. فى سبتمبر أولى البدايات لألوان أوراق الأشجار قبل انفصالها وسقوطها فى الخريف.. وفى سبتمبر مشهد الوجوه البريئة مع عودة البنات من المدرسة.. فى هذا الشهر شجن أشعار صلاح عبدالصبور، ورقة نزار قبانى واندفاع بركة وخير فيضان النيل. «لا سبتمبر بدون بلح» «ولا سبتمبر بدون حب ورومانسية» «والعذراء هى سبتمبر» «وسبتمبر بين الأصيل والغروب أليس هذا كله داعياً لأن ينجرف قلمى ولو قليلاً.. ولو بعيداً.. عن قسوة ووحشة أيام ويعود ويتذكر ولو قليلاً أياماً مضت من بعيد.. ولن تعود!!