الزوج والزوجة يعيشان في منزل واحد لا تجمعهما سوى تلك الكلمات التي حكمت بها عليهما الكنيسة، يلجآن مرة للبابا ومرة للكنيسة وأخرى ينفصلان شكليا دون طلاق صريح، وأحيانا لا يجدان أمامهما سوى التحويل من الملة، هذا حال الكثير من الأسر المسيحية التي قررت مواجهة جانب آخر من رجال الدين، الذين قرروا اتباع الكلام الموجود في الكتاب المقدس اتباعا للملة المسيحية الأرثوذوكسية. تلك المشكلة المشتعلة في بيوت هذه الأسر، وصلت إلى بيت هاني عزت، الذي يعمل مهندس كمبيوتر، فبعد أن تشاجر مع زوجته ووصل الأمر إلى أقصاه وقررا الطلاق، "رفعت قضية واضطرت أن أغير الملة لروم أرثوذوكس عشان اعرف أطلق"، اهتدى هاني بعد هذه المعاناة إلى إنشاء رابطة "ادعموا حق الأقباط المعلقين في الحياة" لتستمر في العمل 4 سنوات، صامدة تدعم كل مسيحي يرفع قضية أملا في حياة يشعر فيها بالطمأنينة والسكينة مع شخص فضل أن يكون شريك حياته، بعد تجربة انتهت بالفشل. اكتشف هاني مع الوقت أن المشكلة لا تقتصر على هؤلاء الذين يرفعون قضايا في المحاكم، بل هناك المزيد منهم مشكلتهم لم تتخطى أبواب بيوتهم، ولا يعرف عنها سوى القليل من الأصدقاء المقربين، فقرر إنشاء مجموعة جديدة تحت اسم "منكوبي الأحوال الشخصية في الكنيسة المصرية" لدعم كل المسيحيين الذين يواجهون هذه المشكلة، منذ ظهور مرسوم البابا شنودة الذي منع الطلاق مطلقا "إلا لعلة الزنا"، تلك الرابطة التي تطالب بتنفيذ أي حل من الحلول الثلاثة "يأما يرجعوا اللائحة 38، أو هنغير الملا، وأحسن حاجة يعملوا قانون مدني يحكم الموضوع ولا يتدخل فيه رجال الدين". انطلق هاني بعد ذلك يتحدث بحماس شديد وصوت مرتفع عن أن هذه الحلول ليست كلها متاحة "تغيير الملة دلوقتي يتكلف 30 و 40 وساعات 50 ألف جنيه، وحتى لما تطلق مش بتاخد سماح بالزواج"، ويدلل أنه أخذ حكم الطلاق منذ ما يزيد عن 10 سنوات، ومازال لا يملك الحق في الزواج. ويصف هاني الوضع الحالي بأنه "كارثة، الناس بتعترف على نفسها بالزنا عشان تطلق"، ويستنكر هاني الأخذ بالنص الحرفي للكتاب المقدس، ويطالب بأخذ بالمعنى الضمني "أو يسيبه كل واحد وضميره مع ربنا" فهو يرى المثالية في هذا الحل لأنه "هيريحنا ويريح الكنيسة". أخبار متعلقة: اليوم.. الحكم فى أول قضية استقالة من الكنيسة الأرثوذكسية طلاق الأقباط.. الخيار الصعب بين جنة الدنيا ونار الكنيسة متاهة القوانين التي تحبس الأقباط في قفص الزوجية مايكل فايز: الزواج المدني يحل مشكلة طلاق الأقباط ماهر لمعي: الكنيسة أدارت ظهرها لي والقضاء لم ينصفني بالطلاق أمين رابطة أقباط 1938: الاستقالة من الطائفة الأرثوذكسية مخرج قانوني مؤقت كريمة كمال: مناقشة طلاق الأقباط الآن "مراهقة تفكيرية"