عودة للمقترحات الفرعية لفكرة «بيت أفريقيا» ويبنى ملعب باسم بطلة إثيوبية حصلت على ميدالية ذهبية أولمبية، قاعة حفلات باسم مريام ماكيبا أشهر مطربات أفريقيا والمناضلة العظيمة، محمد وردى المطرب السودانى النوبى الذى قال عنه هيلا سلاسى إنه مطرب أفريقيا، ومحمد منير وغيرهما. ولنكسب تعاطف ومشاركة ملايين الأفارقة فى الغرب لا ننسى مثلاً الأديبة الأمريكية الأفريقية تونى موريسون الحائزة على جائزة نوبل فى الآداب، وأشهر مطربى وموسيقيى العالم الأفارقة أمثال لويس أرمسترونج وجون كولتران وغيرهما، أو الرياضيين العظماء أمثال محمد على كلاى وكارل لويس وغيرهما، ولا ننسى من قدموا أرواحهم لنيل حقوق السود فى أمريكا وأشهرهم د. مارتن لوثر كينج ومالكولم «مالك» إكس وغيرهما. أيضاً لا ننسى الحائزين على الأوسكار من أصول أفريقية، وغير الحاصلين على الجائزة وبعضهم لا يقلون مكانة عن الحاصلين على تلك الجائزة الأشهر، وهؤلاء الأعلام فى بلاد الغرب من ذوى الأصول الأفريقية سيكون لهم دور هائل، فبالاتفاق مع رياضيين منهم توضع أسماؤهم على ملاعب أو صالات رياضية فى منطقة بيت أفريقيا، سنجد التبرع أكبر مما نتوقع. وهكذا فى قاعات السينما والموسيقى والغناء... إلخ. وهذه فوائد مادية وإعلامية عظيمة، وسيكون للجاليات المصرية فى الخارج دور بالغ الأهمية فى الاتصالات المطلوبة. التخطيط لن يكون مقتصراً على منطقة «أبو سنبل»، بل سيتعداه إلى مدينة أسوان بمتحفها النوبى والسد العالى. ويكون من داخله مستشفى الدكتور النابغة مجدى يعقوب، وكيف نطوره أكثر وأكثر ليكون جاذباً لعموم أفريقيا والعالم وليس مصر فقط، ونفكر فى مستشفى تخصصى فى جانب طبى آخر ولا يقل تطوراً ونفعاً عن مستشفى د. مجدى يعقوب. ويمتد التخطيط شمالاً للأقصر الهائلة بآثارها المتفردة التليدة. والتخطيط يصل شرقاً حتى شاطئ البحر الأحمر، إنه التخطيط الشامل كما قلت من قبل. فى تلك المنطقة حيث ينشأ بيت أفريقيا، تقام مهرجانات أفريقية متنوعة، منها مهرجانات السينما والمسرح، وحفلات الموسيقى والغناء، معارض للفن التشكيلى، ومسابقات ألعاب أفريقية تقليدية تكون بمثابة أولمبياد مبتكرة، مسابقات فى البحيرة النوبية، مقار للمؤتمرات. بالطبع ستكون هناك فنادق متنوعة. ونتذكر كيف نجح د. ثروت عكاشة فى حث العالم كله عن طريق اليونسكو لإنقاذ آثار النوبة، فيمكننا أن نحث العالم عن طريق اليونسكو ليعمل على حفظ التراث الإنسانى النوبى، بالعمل على عودة النوبيين بطريقة علمية حضارية، وبما يفيد ويعطى الحيوية للآثار النوبية نفسها، وأيضاً فى تنمية المنطقة حضارياً وأفريقياً. وبجانب اليونسكو يمكن مخاطبة مؤسسة أغاخان المهتمة بالعمارة فى العالم، ومؤسسة «مو إبراهيم» التى تهتم بأفريقيا اهتماماً بالغاً، وهى التى تمنح سنوياً جائزة الحاكم الرشيد فى أفريقيا. وغيرها من المؤسسات الكبرى التى ستسارع للمساهمة المادية والفنية وغيرها. التخطيط الحكومى المغلق أضر النوبيين ضرراً لا يتخيله غير النوبيين؛ تخطيط الحكومة فى التهجيرات النوبية كان خالياً من أى تخطيط! كان فوضوياً فاسداً، قام بالتهجيرات مسئولون وموظفون أجرموا فى حقنا وأهانونا بتهجيرات أربعة تكاد تمحو ثقافتنا الإنسانية، وما زلنا نعانى من فشلهم. وكان التهجير الأخير، تهجير 1965، تهجير السد العالى طعنة قصدت محو النوبيين وتشتيتهم نهائياً. لهذا نطالب علماء مصر بالتخطيط والتنفيذ بعيداً عن البيروقراطية الفاشلة، نريد تخطيطاً علمياً عملياً من القطاع الخاص بمشاركة النوبيين. ومصر بها من مراكز الخبرة والعلماء من هم جديرون بوضع الخطط الناجحة التى ترضى النوبيين وتنفع عموم مصر. الآن إن تصديت للمؤتمر المقترح، ومعك مجموعة من رجال الأعمال المشهود لهم بالجدية والوطنية، ونبعد مجموعة تحت لافتة رجال أعمال حاولت انتزاع الأراضى النوبية التى يعمل النوبيون للعودة إليها وعقدت بالفعل مؤتمراً فى مدينة أسوان، فتصدى النوبيون لهم وأفشلوا المؤتمر لأن قصده لم يكن التعمير، بل الاستيلاء على أراضى النوبيين - فالنوبيون الذين رفضوا المؤتمر المشكوك فيه بحسم سيعملون بإصرار لإنجاح مؤتمر يضمنون أنه سيكون قوة دافعة لتثبيت حقوقهم. وهذا الفكر الإيجابى يكون بتشجيع من رجال الأعمال والهيئات الحقوقية المصرية التى تعمل فى مصر، وكلما استقرت أوضاع المجتمع استقراراً إيجابياً فالأعمال المنتجة تنساب وتعلو فى سلاسة لمنفعة الجميع. والنوبيون ومصر كلها تحتاج لمجهودات رجال الأعمال المكملة التى لن تنتقص من حقوق المواطنين شبراً. وسبق أن أبدى رجل الأعمال الأستاذ محمد فريد خميس اهتمامه وخاطب أحد القيادات النوبية، وخلال اجتماعات لجنة الخمسين لإعداد دستور 2014 تكلمت مع الأستاذ أحمد الوكيل، رئيس الغرفة التجارية، وكانت لديه فكرة عن معارضتنا للمؤتمر الذى رفضناه، وبينت لسيادته سريعاً لضيق الوقت أننا ضد الإضرار بحقوقنا ولسنا ضد القطاع الخاص الذى يراعى حقوقنا النوبية ويحافظ عليها، نحن مع كل مجموعة تعمل بوضوح ولا تعمل فى الخفاء للإضرار بنا أو بغيرنا. مصر ونوبتها تحتاج لمجهودات إبداعية اقتصادية، تزيد من استغلال المنطقة النوبية الغنية، ولتعم الفائدة على المهجرين والجميع. نحتاج لمشروعات ضخمة تنشئونها وتستفيدون من أرباحها ويستفيد النوبيون بإتاحة فرصة العمالة لأبنائهم وبناتهم، وتستفيد الدولة من الضرائب المتوقعة، أى أن الفائدة ستكون لعموم الوطن، ما الذى يضير النوبيين فى ذلك؟ النوبة تحتاج لمجهودات رجال الأعمال حين تزيد من نفع النوبة ولا تنتقص منها. لذا نأمل من سيادتكم مع عدد من رجال الأعمال أن تفكروا وتدبروا وتقيموا مؤتمراً شاملاً فى احتفالات يوم النوبة العالمى العام المقبل، فهل تتقدمون مشكورين؟