استعرضت رئيسة الإحصاء الفلسطيني، علا عوض، أوضاع الشعب الفلسطيني في الذكرى ال73 لنكبة فلسطين، من خلال الأرقام والحقائق والمعطيات التاريخية والحالية من النواحي الجغرافية والديموغرافية والاقتصادية. النكبة تطهير عرقي وإحلال سكاني وسيطرة على الأرض وشكلت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير، مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، لما مثلته وما زالت هذه النكبة من عملية تطهير عرقي حيث تم تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، وتشريد ما يربو عن 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948، في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية، وانتهى التهجير بغالبيتهم إلى عدد من الدول العربية المجاورة إضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلاً عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي عام النكبة وما تلاها، بعد طردهم من منازلهم والاستيلاء على أراضيهم. وسيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال مرحلة النكبة، على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حيث تم تدمير 531 منها بالكامل، وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه. ورافق عملية التطهير تلك اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني. بعد 73 عاما على النكبة تضاعف الفلسطينيون أكثر من 9 مرات وبلغ عدد السكان في فلسطين التاريخية عام 1914، نحو 690 ألف نسمة، شكلت نسبة اليهود 8% فقط منهم، وفي العام 1948 بلغ عدد السكان أكثر من 2 مليون حوالي 31.5% منهم من اليهود، وقد ارتفعت نسبة اليهود خلال هذه الفترة بفعل توجيه ورعاية هجرة اليهود إلى فلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني، حيث تضاعف عدد اليهود أكثر من 6 مرات خلال الفترة ذاتها، حيث تدفق بين عامي 1932 و1939، أكبر عدد من المهاجرين اليهود، وبلغ عددهم 225 ألف يهودي، وتدفق على فلسطين بين عامي 1940 و1947 أكثر من 93 ألف يهودي، وبهذا تكون فلسطين قد استقبلت بين عامي 1932 و1947، ما يقرب من 318 ألف يهودي، ومنذ العام 1948 وحتى العام 1975 تدفق أكثر من 540 ألف يهودي. ورغم تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني في العام 1948، ونزوح أكثر من 200 ألف فلسطيني غالبيتهم إلى الأردن بعد حرب حزيران 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم في نهاية العام 2020، حوالي 13.7 مليون نسمة، ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من 9 مرات، منذ أحداث نكبة 1948، أكثر من نصفهم (6.8 مليون) نسمة، في فلسطين التاريخية (1.6 مليون في المناطق المحتلة عام 1948)، وتشير التقديرات السكانية إلى أن عدد السكان نهاية 2020 في الضفة الغربية بما فيها القدس، بلغ 3.1 مليون نسمة، وحوالي 2.1 مليون نسمة في قطاع غزة. وفيما يتعلق بمحافظة القدس فقد بلغ عدد السكان حوالي 467 ألف نسمة في نهاية العام 2020، منهم حوالي 65% (حوالي 301 الف نسمة) يقيمون في مناطق القدس ((J1))، والتي ضمها الاحتلال الإسرائيلي إليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية عام 1967. وبناء على هذه المعطيات، فإن الفلسطينيين يشكلون 49.7% من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 50.3% من مجموع السكان، ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية (البالغة 27,000 كم2)، بما فيها من موارد وما عليها من سكان، وما تبقى من هذه المساحة لا تخلو من فرض السيطرة والنفوذ من قبل الاحتلال عليها. وتجدر الإشارة إلى أن اليهود في عهد الانتداب البريطاني، استغلوا فقط 1,682 كم2 من أرض فلسطين التاريخية وتشكل ما نسبته 6.2%. واقع اللاجئين الفلسطينيين وأشارت سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، (الأونروا)، إلى أن عدد اللاجئين المسجلين في يناير 2020، حوالي 6.3 مليون لاجئ فلسطيني، يعيش 28.4% منهم في 58 مخيماً رسمياً تابعاً لوكالة الغوث الدولية، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة. وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب يونيو1967، حسب تعريف الأونروا، ولا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967، على خلفية الحرب، والذين لم يكونوا لاجئين أصلا.