بعد يومين من بدء طرد الباعة الجائلين من شوارع وسط البلد، نظم، أمس، الباعة الجائلون مسيرة انطلقت من موقف الترجمان، وهو المكان «المؤقت» الذى خصصته لهم الحكومة بعد إزالة كافة الإشغالات من منطقة وسط البلد. هتف الباعة الغاضبون ضد رئيس الحكومة والمحافظ ورئيس الحى، واتهموهم ب«الفشل»، ووصلت المسيرة إلى دار القضاء العالى، ووقف البائعون يهتفون احتجاجاً على قرار الحكومة بنقلهم إلى جراج الترجمان، وسط وجود كثيف لقوات الأمن التى حاصرت أبواب دار القضاء العالى، وانتشرت فى شوارع وسط العاصمة. وبينما يهتف الباعة «الصحافة فين الغلابة أهم»، ألقى رجل خمسينى بجسده فى منتصف الطريق، صارخاً: «أنا عايز أموت، سيبونى أموت». وشهد شارعا طلعت حرب وقصر النيل، صباح أمس، انتشاراً كثيفاً لقوات الأمن، وبدا المشهد وكأن منطقة وسط البلد تحولت إلى ثكنة عسكرية، مع اليوم الثانى لتطبيق قرار الحكومة بنقل الباعة الجائلين من منطقة وسط البلد إلى جراج الترجمان، فيما تجمع عدد كبير من ضباط وجنود الشرطة على جانبى الطريق ووضعوا مجموعة من المتاريس على مداخل الحارات الجانبية للمحال. وتفقد مدير أمن القاهرة أحوال القوات المنتشرة بمنطقة وسط البلد، وسط تمركز عدد من المدرعات فى نقاط رئيسية بعدة شوارع. ورحب عدد من أصحاب محال وسط البلد بقرار نقل الباعة، وقال محمد، الرجل الخمسينى، مدير أحد محال الأحذية بشارع طلعت حرب، إن القرار جاء فى وقت مناسب، بعدما تسبب الباعة الجائلون فى تشويه صورة الشارع، وتسببوا فى عزوف كثير من الزبائن عن الشارع، فلم يكن يستطيع أى أحد أن يسير بسيارته أو أن يصطحب عائلته لشراء احتياجاته، مطالباً قوات الأمن بالوجود المستمر فى المكان حتى تعود المنطقة إلى ما كانت عليه فى الماضى. من ناحية أخرى تجمهر العشرات من الباعة الجائلين أمام المكان المقرر نقلهم إليه، وهو جراج الترجمان، مطالبين بأماكنهم التى وعدتهم بها المحافظة، مؤكدين أنهم تركوا «فروشاتهم» بمناطق حيوية، مثل الإسعاف وشارع 26 يوليو ووسط البلد مجبرين، مقابل وعد محافظ القاهرة الدكتور جلال السعيد بتوفير أسواق عصرية بعقد إيجار، لمستقبلهم ومستقبل أولادهم. على صعيد آخر اتجهت مسيرة تضم الغاضبين من نقلهم للترجمان، لركود حركة البيع بالمكان بالمقارنة بأماكنهم السابقة، مرددين: «عايزين ناكل، ومش هنمشى» من أمام الجراج إلى أن وصلوا لدار القضاء العالى، وتدخل مدير مباحث قسم الأزبكية لتهدئة البائعين، واعداً إياهم بحل مشكلتهم بالتنسيق مع المحافظة. وبالتزامن مع هذه الأحداث، قام مدير أمن القاهرة، على الدمرداش بانتشار أمنى مكثف بشوارع وسط القاهرة وطلعت حرب بالتنسيق مع القوات المسلحة ليتأكد من خلوها بالكامل من الإشغالات، مؤكداً: «لا عودة للوراء مرة أخرى فى ملف الباعة الجائلين»، مشيراً إلى وجود سيولة مرورية بأول يوم لإزالة المخالفات غير مسبوقة.