قال الشيخ أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إنه لما وقعت غزوة بدر، وأخذ المسلمون، أسرى من مشركي مكة، قال النبي صلى الله عليه وسلم، إنه لن يطلق سراحهم إلا بعد أن يعلموا المسلمين القراءة والكتاب، وهو ما يعتبر أول مؤسسة لمحو الأمية، وكان ترجمانه الصحابي الجليلي زيد بن ثابت، من الذين تعلموا في هذا الموقف. وأضاف «الأزهري»، خلال استضافته ببرنامج «رجال حول الرسول»، الذي يقدمه الإعلامي أحمد الدريني، الذي يعرض على فضائية «DMC»، أن رفاعة الطهطاوي، قال في كتابه عن السيرة النبوية «نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز»: «ومن هنا تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان حريصا على تعليم التمدن الأولي للنوع البشري»، وبالتالي كان هناك دافع وحافز كبير لاكتساب خبرات ووظائف وعلوم من أجل خلق مجتمع قادر على إدارة نفسه بنفسه. وتابع مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية: «النبي لم يؤذي الأسرى، بل عرض عليهم تعليم المسلمين القراءة والكتابة، وفي هذا فإنهم سيجلسون بين أيديهم كما يجلس التلميذ بين يدي الأستاذ». وأشار «الأزهري»، إلى أن شيخ الأزهر حسن العطار، إبان الاحتلال الفرنسي لمصر، استلهم هذه اللمحة، وبدأ يتأمل عند خروج الحملة الفرنسية ما يتعلق بمفاتيح العلم في الأمم من حول مصر والعالم الإسلامي، ودعا إلى الحصول عليها، وكان يردد كثيرًا أن هناك علوما كثيرة عند الأمم يجب أن يلم المسلمون بها، وطلب من رفاعة الطهطاوي، تعلم اللغة الفرنسية، وهو ما فعله وتعلم الفرنسية على كبر، وعندما سافر إلى فرنسا وكتب «تخليص الإبريز في تلخيص باريز»، رجع إلى مصر شغوفا بالترجمة وأسس مدرسة الألسن، وترجم قوانين نابليون في مجلدين، وأصدر مجلة روضة المدارس التي كان يترجم فيها الجغرافيا وكتب حساب المثلثات والرياضيات. وأكد الشيخ أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، أن أكبر حركة ترجمة في تاريخ المسلمين كانت في عهد الخليفة المأمون، وترجم المسلمون كتب الفلسفة اليونانية وغيرها، ولما دخلت ترجمات كتب أرسطو وأفلاطون وسقراط وفلاسفة اليونان إلى عقول المسلمين جلسوا ينظرون فيها نظرة فاقدة فاحصة، وأضافوا إلى أبواب القياس في علم المنطق حتى تحول ليناسب علومهم وعقائدهم.