كانت السيارة تنطلق على طريق الجلالة الصحراوي بسرعة كبيرة لفتت أنظار جميع من حولها، وجودها في الاتجاه المعاكس من الطريق كان ينذر بوقوع كارثة، خاصة مع وجود عدد من سيارات النقل الثقيل التي كانت قادمة من الاتجاه المقابل، تمكنت الفتاة من تفادي عددا منها، إلا أن الأمر لم يستمر كثيرًا، فقد وقع ما كان متوقع، بعدما اصطدمت بسيارتها في أخرى نقل ثقيل، ليحدث التصادم انفجارا ضخما راحت ضحيته الفتاة التي تفحمت جثتها بسبب الحريق، قبل أن ينال الحادث شهرة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعرف باسم «فتاة حادث طريق الجلالة» كل هذه التفاصيل كانت واضحة في مجموعة من الفيديوهات التي بلغت مدتها مجتمعة نحو دقيقة و47 ثانية، صورها أحد المواطنين الموجودين على طريق الجلالة وقت وقوع الحادث، وثق من خلالها الحادث من بدايته إلى نهايته، وتداولها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي باسم «فتاة حادث طريق الجلالة». رفع بقايا الحادث بعد فحص الحادث والكشف عن ملابساته وتحديد هوية الفتاة، رفعت الأجهزة الأمنية بقايا الحادث من على طريق الجلالة الصحراوي، فرفعت سيارة الفتاة الملاكي المتفحمة، كما حركت سيارة النقل الثقيل التي اصطدمت بها، لتعود إليه الحركة بصورة طبيعية مرى أخرى. إصابات سطحية لسائق النقل على غير المتوقع، وبخلاف ما تداوله عدد من رودا مواقع التواصل الاجتماعي عن وفاة سائق سيارة النقل الثقيل الذي اصطدمت به فتاة حادث طريق الجلالة، كشفت تحريات النيابة عن أن السائق لا يزال على قيد الحياة، وأن إصابته سطحية ولم يناله أي مكروه، وبالتحقيق معه أدلى السائق بأقواله التي جاءت متطابقة مع ما رصده الفيديو الذي وثق الحادث، فقد أكد السائق أنه كان يقود سيارته في اتجاهه الطبيعي من الطريق وتفاجأ بسيارة الفتاة تصطدم به، بعدم كانت قادمة من الاتجاه المعاكس بسرعة كبيرة. الأم تواصلت مع الفتاة قبل الحادث من خلال التحريات التي أجراها رجال المباحث، واستماعها إلى أقوال أسرة الفتاة، تبين أن مكالمة جمعت الفتاة بأمها قبل وقوع الحادث بوقت قليل، أخبرتهم الأم بتفاصيلها، بأن ابنتها التي تدعى «إيمان نايل»، تواصلت معها وطلبت منها إعداد سحور ليلة النصف من شعبان استعدادا لصيام هذا اليوم، وأنها «مسافة السكة» وستكون في بيتها بمدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة، إلا أن القدر شاء غير ذلك.