يستعد المسلمون لصيام شهر رمضان المبارك، شهر العبادات والفروض، حيث تكثر الأعمال الصالحة به، ويسعى الإنسان إلى عمل الخير بكل أشكاله من أعمال فاضلة إلى التسمك بكل سنن الرسول عليه الصلاة والسلام، وأبرز السنن التي يؤديها المسلم في آخر لحظات صيامه، في وقت يستحب فيه الدعاء، حيث يسعى الجميع لحفظ دعاء قبل الإفطار في رمضان، والبحث عن الأدعية المستحبة وأدعية قبل الإفطار في رمضان والتي هي سنة عن الرسول. دعاء قبل الإفطار في رمضان وسن النبيّ صلى الله عليه وسلم الدعاء قبل الإفطار في رمضان: بقوله «اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت» من سنن أبي داود. وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ إِذَا أَفْطَرَ، قَالَ: «ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللهُ» أخرجه أبو داود في «سننه». الإفتاء دعاء قبل الإفطار في رمضان مستحب وفي إجابة على سؤال ورد لدار الإفتاء المصرية حول، هل الدعاء قبل الإفطار في رمضان للصائم مستجاب؟، أجابت الدار بأن: يستحبُّ الدعاء عند الفطر، والدعاء مستجاب في هذا الوقت؛ فعن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: «إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ» أخرجه ابن ماجه في "سننه". وتابعت الدار في إجابتها بأن: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: «ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللهُ» أخرجه أبو داود في "سننه".وعليه: فالدعاء وقت الإفطار مستحبٌّ ومستجاب بإذن الله. أهمية الدعاء وذكر الموقع الرسمي لدار الإفتاء، أن الله جعل لكل شيء بابًا، وجعل بابه الدعاء؛ فمن لزمه بيقين وتضرع نال كلَّ خيرٍ وحصَّل كل مطلوب، ومن ابتعد عنه فقد كل شيء، ولن يجد غير بابه مَلجأً يلجأ إليه. ولأجل هذا، ولعموم النفع لجميع خلقه؛ أرشدهم سبحانه إلى ما فيه صلاحهم، فأمرهم بسؤاله ودعائه بما شاءوا، قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: 55]، ورغَّبَ سبحانه في ذلك بأن وعد بالاستجابة لمن توجه إليه بالدعاء وجعله جوهر العبادة؛ قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، وورد في "سنن أبي داود" عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ، قَالَ رَبُّكُمُ: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾». آداب الدعاء من آداب الدعاء أن يتحقق الداعي بحسن الظن بخالقه، وأنه سيجيب دعاءه ويحقق له مطلوبه ورجاءه؛ ففي «سنن الترمذي» عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ادْعُوا اللهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ»، والله تعالى كريم حيي يستحي أن يدعوه عبده فلا يجيبه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا» "سنن أبي داود". وينبغي الإلحاح في الدعاء؛ فإن الله يحب المُلحِّين في الدعاء، وأن يتمثَّل شروط الإجابة من إطابة المطعم من الرزق الحلال الطيب، وينبغي أيضًا ألا يستبطئ رحمات ربه تعالى ويتعجل الإجابة.والله تعالى يقول في الآية الكريمة: ﴿تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ أي: إذا كنت أيها العبد داعيًا فاستحضر عظمة الخالق سبحانه بالانكسار والتذلل إليه، وإظهار الضعف والتضرع له؛ فهذا أقرب للقبول، وكذلك: اعلم أيها العبد أن ربك سميع قريب مجيب الدعاء؛ فلأجل ذلك احرص على الإخلاص في الدعاء، وترك الرياء؛ فإن هذا أدعى للمنح والعطاء. وفي ختام الآية الكريمة يُحَذِّرُ الحق سبحانه وتعالى من الاعتداء في الدعاء؛ فيقول: ﴿إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾، ومن صور الاعتداء الممنوع في الدعاء: التكلف، والسجع في الألفاظ، ورفع الصوت عاليًا، وطلب أمرٍ مستحيلٍ شرعًا أو عقلًا.إن الدعاء من أكبر أبواب الخير متى طُرِق فُتِح، وهو سبحانه كريم إذا دُعي أجاب، وإذا سئل أعطى، يمنح ولا يمنع إلا لحكمة وإن لم ندركها بعقولنا القاصرة، والمرء مأجور على كل حال، فينبغي عليه الاستفادة والانتفاع بهذا الباب ولزومه؛ فهو فعل الأنبياء والصالحين، وعباد الله المتقين.