سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عمال حفر قناة السويس: من داخل الخيام غير المجهزة: أشعة الشمس «حارقة».. لكننا «متعودين على كده» «سالم»: نستيقظ فى السادسة صباحاً.. وأول راحة الساعة واحدة الضهر
على جانبى الطريق الفرعى المؤدى إلى نقطة الحفر الرئيسية بالقناة الجديدة، تنتشر خيام عمال حفر قناة السويس، وأمامها تتوقف بعض اللوادر وسيارات النقل، يلجأ إليها السائقون من أجل التقاط الأنفاس أثناء تعامد الشمس على الأرض، وتصل درجة الحرارة إلى ذروتها، فى تمام الواحدة ظهراً يتوقف الكثير من العمال عن العمل لتناول الغداء والشاى والحصول على قسط من الراحة داخل تلك الخيام البالية، فى زاوية متسعة من الجانب الغربى للطريق.. يجلس سالم محمد سالم المنيعى، من العريش، بصحبة رفاقه من سائقى اللوادر وسيارات النقل استعداداً لتناول وجبة الغداء، خارج الخيمة يوجد خزان مياه أبيض يستعين به العمال فى غسل أيديهم وأجسادهم المتربة ووجوههم التى نال منها الحر، ويطهون منه الطعام ويتوضأون منه للصلاة أيضاً، داخل الخيمة توجد المراتب الإسفنجية الصغيرة والبطاطين، وتتجاور جنباً إلى جنب مع معدات الطهى والبوتاجازات، لا يفصل بينهما سوى بطانية بالية مملوءة بالرمال يجلس عليها السائقون لتناول الفول والطعمية والبيض صباحاً ومساءً. يقول سالم، سائق اللودر، بصوت هادئ: «جئنا إلى هنا منذ أسبوعين وأحضرنا خيمتنا ومستلزمات الطهى مع البطاطين والمراتب الصغيرة، إحنا أول فوج يحضر إلى هنا، نستيقظ قبل السادسة صباحاً، ونتوجه مباشرة إلى مكان الحفر الذى يحدده لنا المهندسون المشرفون على المشروع، ثم نتناول الإفطار فى تمام التاسعة صباحاً ونحن فى العمل، لا نحضر إلى هنا فى الخيمة؛ لأننا نأتى إلى هنا وقت أذان الظهر للحصول على الراحة وتناول الغداء، أصحاب العدد بيطبخوا لنا فى الخيمة، وبيجيبوا طلباتنا بسيارة نصف نقل صغيرة من القرى المجاورة، زى ما انت شايف بناكل بيض وفول وجبنة وعيش، وأحياناً بنطبخ لحمة ورز، مشكلة الخيم هتظهر أكتر فى الشتا، لو الدنيا مطرت، هنلاقى الميه كلها على دماغنا». من جانبه، يقول محمد حمدان، سائق لودر من العريش: «لنا شركة من العريش واخدة شغل هنا، زيها زى أى شركة تانية، المقاول بيجيب لنا تنك ميّه، وعشان موجود طول النهار فى الشمس الميّه بتسخن، وبنتغلّب على المشكلة دى بتخزين الميّه فى القلل والزير الموجود داخل الخيمة». قبل أن يتهيأ العاملون لتناول الغداء، هبت عاصفة رملية إلى داخل الخيمة، وأصابت طبق الفول الذى تم تجهيزه من قبل السائقين، لكنهم تناولوه دون امتعاض أو سخط «متعودين على كده» هكذا يقولون، لكنهم طالبوا بتوفير الخدمات اللوجيستية مثل مياه الشرب النظيفة وإنشاء كولديرات مياه كبيرة ودورات مياه وإنشاء كافيتريات بالمنطقة من أجل راحتهم.