بدأ الأتراك في التصويت في أول انتخابات رئاسية مباشرة، والتي تمثِّل حدثًا فاصلًا في تاريخ تركيا الحديث، حيث كان الرئيس يُنتخب بواسطة البرلمان حتى الآن. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز أردوغان، الذي فاز حزبه العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية التي أجريت في مارس بنحو 43% من الأصوات، غير أنه من غير الواضح ما إذا كان سيتمكن من تجنب خوض جولة إعادة. وقال فادي حكورة، الباحث المشارك بمركز تشاتهام هاوس للأبحاث في لندن، إن "المعيار الرئيسي أو الاختبار الحقيقي سيكون نسبة الأصوات التي سيحصل عليها رئيس الوزراء أردوغان في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، أعتقد أن الرقم الرئيسي هنا سيكون 45%". وأضاف أن حصول أردوغان على نسبة أقل مما فاز به حزبه في الانتخابات المحلية قد تشير إلى أن شعبيته تتراجع. وبعد أن قاد حملة مريرة ومثيرة للانقسام، أبدى أردوغان لهجة تصالحية في آخر خطاب له مساء السبت، وقال "هذا البلد الذي يقطنه 77 مليون نسمة هو بلدنا، ولن يكون هناك تمييز، هذا البلد ملكنا جميعًا". ويشير منتقدو أردوغان إلى الحملة الانتخابية المتحيِّزة بشكل كبير لصالح رئيس الوزراء، فقد تعرَّض لانتقادات لاستخدامه موارد مكتبه لاحتكار التغطية الإعلامية وقطع البلاد طولًا وعرضًا في حملته الانتخابية، وينفي أي استخدام غير مناسب لأصول الدولة. ويعتبر أردوغان، الذي يقضي ثالث فترة له كرئيس للوزراء، شخصية مثيرة للاستقطاب في تركيا، ويدعم كثيرون أردوغان كونه القائد الذي حقق ازدهارًا اقتصاديًا كبيرًا للبلاد، لكن آخرين يعتبرونه زعيمًا استبداديًا يريد تركيز السلطات في يديه ويحاول فرض آرائه الدينية المحافظة على تركيا التي تأسَّست على قواعد علمانية. وتمنعه قواعد الحزب من الترشح لفترة رابعة كرئيس للوزراء. وينافس أردوغان مرشحين آخرين؛ هما أكمل الدين إحسان أوغلو (70 عامًا)، الأكاديمي والرئيس السابق لمنظمة التعاون الإسلامي والمدعوم من عدة أحزاب معارضة، والسياسي الكردي الشاب صلاح الدين دميرطاش، الذي يعتبر نجمًا صاعدًا بين الأقلية الكردية في المشهد السياسي. ويحق لنحو 53 مليون شخص الإدلاء بأصواتهم في أكثر من 160 ألف مركز اقتراع في جميع أنحاء البلاد، ويحتاج أي من المرشحين الأغلبية المطلقة للفوز اليوم، وإذا لم يحصل الأعلى منهم على ما يكفي من الأصوات فستجرى جولة إعادة في الرابع والعشرين من أغسطس، وعندها سيفوز المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات. وعلى الرغم من أن دور الرئيس شرفي إلى حد بعيد، فقد تعهد أردوغان بتحويل الرئاسة إلى منصب قوي، وهو ما يقول منتقدوه إنه يشير إلى عزمه على انتزاع السلطة. وقال إنه سيفعِّل سلطات المنصب التي نادرًا ما كانت تستخدم، ومنها القدرة على طلب البرلمان للانعقاد وترأس اجتماعات الحكومة، وهذه الصلاحيات هي تراث لانقلاب عسكري عام 1980. ويختلف إحسان أوغلو، الذي ركزت حملته على رسالة للوحدة، مع تغيير دور الرئيس. وقال "أنا ضد مراكمة السلطة في يد واحدة. أعتقد أن ذلك سيؤدي إلى حكومة مركزية بدرجة أكبر ونظامًا شموليًا غير مرحب به ولا يريده الأتراك." وستغلق مراكز الاقتراع أبوابها في الثانية بتوقيت غرينتش، ومن المتوقع الإعلان عن النتائج غير الرسمية مساء الأحد.