لأعوام طويلة مضت، كان أبناء مدينة القنطرة شرق وقراها، يحلمون ب«حياة كريمة» وخدمات لطالما اشتكى الأهالي هناك من انعدامها، بدءا من «مياه الشرب والرصف ومحطات للصرف الصحي» وهي أول وأهم طلباتهم إلى مراكز للرعاية الصحية، حتى جاءت المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتشير إلى قراهم، ويبدأ فيها العمل منذ اليوم الأول لبدء المبادرة في مناطق شرق القناة. 16 قرية و37 من العزب والنجوع التابعة، التي بدأت المبادرة الرئاسية في العمل عليها ضمن 1500 قرية، تشملها المبادرة على مستوى الجمهورية. محافظ الإسماعيلية:«حياة كريمة» رد جميل للمواطن بعد تحمله أعباء كثيرة وقال اللواء شريف بشارة محافظ الإسماعيلية: «إن المبادرة جاءت لتخفيف المعاناة عن المواطنين والأسر الأكثر احتياجاً في القرى والريف والمناطق العشوائية، خصوصا وأن المواطن المصري كان البطل الحقيقي الذي تحمل كافة الظروف الصعبة علي مدار الفترة الماضية، ومن هنا كان هذا التحرك علي نطاق واسع لصالحه، بالشراكة بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص وشركاء التنمية». وأضاف بشارة، «الدولة ملتزمة ومستمرة في بذل أقصى الجهود لتحقيق أكبر قدر من الرفاهية للمواطن المصري، لترد الجميل له على وقفته الأصيلة مع الدولة، لتحقيق خطوات مصر نحو رؤية مصر 2030.، والتي تلقى تقديرا كبيرا من الرئيس عبد الفتاح السيسي» وأوضح محافظ الإسماعيلية، أن المبادرة في المحافظة على تنفيذ عدد من المبادرات الخدمية والتنموية في القرى، المستهدفة لضمان حياة كريمة لهم وتحسين مستوى المعيشة. وقال بشارة، إنه يجري تنفيذ مبادرات متكماملة بهدف القضاء على الفقر متعدد الأبعاد للارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسر المستهدفة وتوفير فرص عمل لدعم استقلالية المواطنين للنهوض بمستوى معيشتهم، إضافة إلى العمل على تنظيم صفوف المجتمع المدني للاستثمار في تنمية الإنسان المصري، فضلاً عن إحياء قيم المسؤولية المشتركة بين كل الجهات الشريكة». وفي السياق، قال اللواء عمر إدريس، رئيس مركز ومدينة القنطرة شرق: «إن الأعمال تشمل قرى الأبطال، والتقدم، وجلبانة، وميت أبو الكوم الجديدة، والعزبة، والسلام الجديدة، والتل الأحمر، وبوابة القنطرة، وبير العروق، وبير حبيطة، وبير مدكور، وجبل أم جشيب، وحض أبو سعادة، والإسماعيلية شرق، ورقم 6 سابقا». وأضاف إدريس، «إن كل منطقة تضم عددا من التوابع في العزب والنجوع تصل إلى 37 تابعا ستشملهم المبادرة خلال الفترة المقبلة». الأهالي: حياة كريمة كانت حلمًا وأصبحت واقعًا «كانت حلما» هكذا بدأ محمد عواد، أحد أبناء قرية التقدم، حديثه ل«الوطن» عن المبادرة الرئاسية وما تقوم به من إعادة إعمار في قرى شرق قناة السويس. يقول عواد: «طول عمرنا لم نجد مسؤول يستمع لشكوانا ومطالبنا إلى أن جاء الرئيس السيسي ونفذ لنا كل مطالبنا مرة واحدة»، مشيراً إلى أن قرى القنطرة شرق تعد من أكثر القرى المحرومة سواء من البنية التحتية أو المرافق، موضحا أن قرية «التقدم» تعتبر أول القرى الواقعة على الطريق بعد العبور بمعدية 6، ومدينة الإسماعيلية الجديدة، وبالقرية آلاف الأفدنة من مزارع المانجو والرمان، ويعمل معظم أهلها بالزراعة، ونحن نحتاج إلى مدرسة سيتم إنشائها وتطوير للوحدة الصحية، وأملنا كبير في مد خطوط المياه والكهرباء لكل محيط القرية، التي كان بها بعض الأماكن التي لا تصلها أعمدة الكهرباء. قرية الأبطال بالقنطرة شرق على بعد 15 كيلو في اتجاه السويس، تقع قرية الأبطال إحدى قرى القنطرة شرق المحرومة من بعض الخدمات والتي يستقر بها عدد كبير من أهالي شرق القناة والمعروفة بمنطقة «شرق البحيرات»، هناك يعيش سعد الهادي، الذي جاء من محافظة الشرقية قبل 15 عاما واشترى قطعة أرض زراعية للعمل بها، يقول سعد: «القرية كانت منطقة جبلية بها عدد محدود من السكان، وكنا نعبر معدية سرابيوم للجهة الشرقية من القناة، حيث نصل لنعمر المنطقة بالزراعة، إلى أن بدأت القرية تستقبل المزيد من السكان، إلى أن أصبحت أحد أكبر قرى القنطرة شرق. وبحسب سعد عبدالهادي، فإن القرية رغم أنها من القرى الجاذبة للسكان إلا إنها تفتقر للعديد من الخدمات، التي يطالب بها الأهالي دوما، وعلى رأسها إيجاد مشروع للصرف الصحي، ومركز طبي على غرار المراكز الطبية التابعة لمشروع التأمين الصحي الشامل. ويقول سليمان السيد، أحد الأهالي: القرية تبعد عن مدينة القنطرة شرق حوالي 60 كيلو تقريباً، وتفتقر إلى مركز طبي أو مستشفى يخدم الأهالي، إضافة إلى عبورهم إلى قرية سرابيوم في الجهة الغربية للذهاب إلى المستشفى. فريق لتقصي المشاكل وبحث الحلول برئاسة محمد ترك، منسق برنامج «حياة كريمة» في محافظة الإسماعيلية، زار فريق لتقصي المشكلات، عددا من القرى على رأسها قرى «الأبطال والتقدم وجلبانة للتعرف على احتياجات المواطنين». والتقى «ترك» خلال جولته عددا من الأهالي الذي شكوا نقص المرافق وعلى رأسها محطات مياه الشرب إذ يستخدم الأهالي حتى الأن الآبار الجوفية لملئ خزانات المياه، وخاصة في قرية جلبانة الحدودية مع محافظة شمال سيناء. وطالب الأهالي فريق التقصي، بإنشاء محطات للصرف الصحي وتوصيل الغاز الطبيعي واستكمال رصف بعض الطرق الرئيسية بعد انشاء الطريق العرضي من القنطرة شرق وحتي شرق البحيرات. وحدات سكنية ومراكز إسعاف ومراكز تدريبية وناقش المهندس أحمد عصام، وممثل الهيئة الهندسية احتياجات القرى لإنشاء 60 وحدة سكنية بكل منها، إلى جانب مراكز للإسعاف وتطوير للوحدات الصحية ضمن مشروع التأمين الصحي الشامل، ورفع كفاءة المنشآت التعليمية والرياضية وإقامة قصر للثقافة. وتشمل أعمال التطوير إعادة رصف للطرق الرئيسية الواصلة بين القري وبعضها، ورصف جديد للطرق الداخلية والتي لم تشهد أعمال رصف منذ إنشائها، إضافة إلى زرع أعمدة كهربائية جديدة، وإعادة صيانة كافة أعمدة الإنارة واستبدال الاعمدة المتهالكة. تنسيق بين المحافظة والقوات المسلحة مع انطلاق المبادرة، كلف اللواء شريف فهمي بشارة، محافظ الإسماعيلية، المهندس أحمد عصام برئاسة وحدة «حياة كريمة» بالمحافظة، لمتابعة كافة مراحل العمل وجميع التفاصيل المتعلقة بجهود الأجهزة التنفيذية وقطاعات المرافق المشاركة في تنفيذ المبادرة الرئاسية والتعامل الفورى وإزالة أية معوقات طارئة. المهندس أحمد عصام، عقد اجتماعا موسعا بحضور العميد محمد يوسف ربيع، ممثل الهيئة الهندسية بالجيش الثاني الميداني، واللواء عمر إدريس، رئيس مركز ومدينة القنطرة شرق، واللواء عبد الحميد عصمت، رئيس شركة القناه لمياه الشرب والصرف الصحى، ومديري عموم المديريات الخدمية، ومنسقي وحدة حياة كريمة لمناقشة كافة احتياجات قرى مركز ومدينة القنطرة شرق، التى تخص الخطة الاستثمارية وقطاع البيئة والمشروعات، وكافة المرافق التي توفر للمواطن حياة كريمة. 182 معدة بدأت تنفيذ مشاريع الإعمار مع بداية انطلاق المشروع في قرى شرق قناة السويس، تفقد اللواء شريف فهمي بشارة محافظ الإسماعيلية المعدات التي ستعمل في المبادرة، والتي وصلت إلى 182 معدة مختلفة ما بين حفارات ولوادر وسيارات. ويشارك في المشروع 120 معدة، تابعة للشركات العاملة و62 معدة مختلفة تابعة للوحدات المحلية للمحافظة، ومركز ومدينة القنطرة شرق. وقال محافظ الإسماعيلية: إن المشروع يتم في منطقة غالية من أرض الوطن، مشيراً إلى أنه كلف بتسخير كافة إمكانات المحافظة لخدمة وإنجاز المبادرة الرئاسية مع الاستعانة ببعض الشركات المتخصصة فى مجالات الصرف الصحى والكهرباء.
