سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هدنة الأيام الثلاثة بين إسرائيل و«حماس» تدخل حيز التنفيذ الجيش الإسرائيلى ينسحب من غزة.. وإسبانيا تجمد توريد الأسلحة لإسرائيل.. ولندن تعيد النظر فى صادراتها من الأسلحة والمعدات العسكرية ل«تل أبيب»
دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» فى قطاع غزة ومدته ثلاثة أيام حيز التنفيذ أمس، وقَبل الطرفان الهدنة بعد حرب استمرت ما يقرب من شهر، وبدأت الهدنة على أن تجرى كل من إسرائيل و«حماس» خلال الهدنة، محادثات غير مباشرة فى القاهرة، بغية التوصل إلى اتفاق أشمل لمنع العنف مستقبلاً، يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه الجيش الإسرائيلى أن جميع قواته البرية انسحبت من قطاع غزة مع بدء اتفاق وقف إطلاق النار الجديد، وقال الجنرال موتى ألموز لإذاعة الجيش الإسرائيلى أمس «خرجت كل قواتنا من غزة». وقال مصدر عسكرى إسرائيلى كبير، أمس، إن عملية هدم الأنفاق قد استكملت خلال أمس الأول، ونقل راديو «صوت إسرائيل» أمس عن المصدر العسكرى قوله إن قوات الجيش الإسرائيلى ستنسحب بكاملها من قطاع غزة وتنتشر فى الجانب الإسرائيلى من الحدود، حيث تتواصل عملية ترميم وإعادة بناء السياج الأمنى، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية لا تزال فى حالة من الاستعداد ولن يتم تسريح وحدات الاحتياط إلى أن تستقر الأوضاع وتتضح الصورة حول وقف دائم لإطلاق النار، وأضاف أن طواقم من النيابة العسكرية الإسرائيلية تعكف الآن على إعداد وتحضير الوثائق القضائية الخاصة بعملية «الجرف الصامد»، استعداداً للمعركة القضائية المحتملة واتهام إسرائيل بانتهاك القوانين الدولية. وأعلن الناطق باسم «حماس» سامى أبوزهرى، أمس، دخول التهدئة مع إسرائيل حيز التنفيذ، داعياً إسرائيل إلى الالتزام بها، وقال «أبوزهرى»: «دخلت التهدئة حيز التنفيذ أمس والفصائل الفلسطينية تؤكد التزامها وندعو الاحتلال للالتزام وعدم العودة لخرقها». كما رحب الرئيس الفلسطينى محمود عباس، أمس، بالتوصل إلى التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ودعا إلى احترامها، وشدد على ضرورة تطبيق المبادرة المصرية، وذلك حسبما ذكرت وكالة «وفا» الرسمية. ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون بالجهود التى أدت إلى إعلان جديد لوقف إطلاق النار بين حركة «حماس» وإسرائيل، وأشاد الأمين العام فى بيان أصدره المتحدث الرسمى باسمه أمس، بإعلان الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى التزامهما بهدنة ال72 ساعة. ورحبت الولاياتالمتحدة أمس الأول بإعلان التوصل إلى تهدئة بين إسرائيل و«حماس» لمدة 72 ساعة فى قطاع غزة، مشددة على وجوب أن تلتزم بها «حماس»، وقال مساعد مستشار الأمن القومى تونى بلينكن لشبكة «سى إن إن» تعليقاً على الاقتراح المصرى بوقف إطلاق النار لثلاثة أيام والذى وافقت عليه إسرائيل وحماس «إنها فرصة حقيقية، ونحن ندعم المبادرة بقوة». وقبل انطلاق الهدنة بساعات، أفاد شهود عيان لوكالة «فرانس برس» أن الطيران الحربى الإسرائيلى كثف غاراته على أنحاء مختلفة من قطاع غزة قبل دقائق من دخول التهدئة حيز التنفيذ، فيما أطلقت حركة «حماس» عدة صواريخ فى اتجاه إسرائيل، وبحسب الشهود فإن الطيران الحربى الإسرائيلى شن عدة غارات على أنحاء مختلفة من قطاع غزة وعلى أراض زراعية، وأعلنت كتائب «القسام» أنها أطلقت عدة صواريخ على مدينة «القدس» صباح أمس قبل عشر دقائق من دخول التهدئة حيز التنفيذ، كما قصفت مدن «كريات ملاخى» و«أسدود» و«بئر السبع» و«عسقلان». واستشهد ثلاثة فلسطينيين هم طفلان وممرضة فى غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً فى رفح فى جنوب قطاع غزة، وفق ما أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، مضيفاً أن حصيلة القتلى منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة ارتفعت إلى 1865 فلسطينياً. وفى المقابل، قُتل مدنى إسرائيلى وأصيب خمسة بجروح طفيفة أمس الأول عندما صدم شاب فلسطينى جرافة كان يقودها بحافلة إسرائيلية فى القدسالشرقية، وقالت الشرطة الإسرائيلية إن الجرافة صدمت الحافلة مما أدى إلى انقلابها، وسارعت حركة «حماس» فى غزة لمباركة ما وصفته بأنه «عملية بطولية». وعلى صعيد آخر، أكد المستشار الدكتور وائل البطريخى مسئول الإعلام بوزارة الخارجية الفلسطينية أن كل المحاولات الإقليمية والدولية فشلت فى التوصل إلى وقف إطلاق نار فى قطاع غزة، وقد عاد الحديث مرة أخرى الآن عن المبادرة المصرية فقط، مما يعنى أن الموقف المصرى والمبادرة المصرية فى إطارهما الصحيح، وأوضح «لقد أكدنا من البداية أن المبادرة المصرية هى المبادرة الوحيدة المطروحة على الطاولة وكان هناك اختلاف فى وجهات النظر من بعض الأطراف الفلسطينية الذين رأوا أنها بحاجة إلى تعديل وهذا ما عملت عليه القيادة الفلسطينية مع مصر»، مضيفاً أن بعض الجهات الإقليمية والدولية حاولت التخريب وإفشال المبادرة المصرية بشتى الوسائل، ولكن الجميع أيضاً فى جامعة الدول العربية والمجتمع الدولى والأوروبى وبعض الدول المؤثرة أجمعوا على المبادرة المصرية. وعن كيفية تجاوب حركة «حماس» مع مصر والتفاوض معها، أكد «البطريخى» أن من طلب تدخل مصر هو الرئيس محمود عباس وهو رئيس الشعب الفلسطينى والممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى، مشيراً إلى أن الحرب فى قطاع غزة ليست حرباً على «حماس» بل هى حرب ضد الشعب الفلسطينى بأكمله، متسائلاً «ماذا يعنى إذن موافقة حركتى حماس والجهاد الإسلامى على الذهاب إلى مصر تحت إطار وفد فلسطينى موحد ومطالب موحدة لوقف العدوان فوراً على غزة، وبحث المطالب الأخرى وهى: الإفراج عن الأسرى وحرية الحركة الملاحية والصيد على مسافة 12 كيلومتراً وإعادة إعمار قطاع غزة وفتح مطار وميناء!؟». وذكرت صحيفة «معاريف» الأسبوعية الإسرائيلية فى تقرير لها أمس، أن هناك وفداً إسرائيلياً من المفترض أن يكون قد وصل أمس، للاشتراك فى مباحثات مع مصر بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار الذى انطلق أمس لمدة 72 ساعة. وعلى الصعيد الدولى، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أمس، أن إسبانيا قررت تجميد توريد الأسلحة إلى إسرائيل بسبب الوضع الأمنى الراهن، وأفادت الصحيفة أن ذلك القرار تم اتخاذه الخميس الماضى جراء ارتفاع عدد القتلى والجرحى بشكل غير متناسب بين المدنيين فى قطاع غزة، وأشارت الصحيفة إلى أن قرار تجميد توريد الأسلحة يعد قراراً رمزياً بالأساس، لأن الأسلحة الإسبانية لا تمثل سوى جزء صغير جداً من الترسانة العسكرية الإسرائيلية. وأعلنت متحدثة باسم الحكومة البريطانية أمس الأول أن لندن تعيد النظر فى كل تراخيص التصدير المبرمة مع إسرائيل خصوصاً المتعلقة بالأسلحة والمعدات العسكرية للتحقق من أنها «مناسبة» بالنظر إلى الوضع فى غزة، وقالت متحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون «نعيد النظر حالياً فى كل تراخيص التصدير المبرمة مع إسرائيل للتحقق من أنها مناسبة»، وأوضحت المتحدثة «بالتأكيد تغير الوضع الحالى مقارنة مع توقيت إصدار بعض التراخيص ونعيد النظر فيها فى ضوء الأوضاع الحالية لكن أى قرار لم يتخذ باستثناء إعادة النظر فيها». ووقع الرئيس الأمريكى باراك أوباما قانوناً كان قد أقره «الكونجرس»، يتيح تقديم 225 مليون دولار لتمويل منظومة «القبة الحديدية» الدفاعية فى إسرائيل، وأعلنت الخارجية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة تستطيع أن تُبدى حزماً حيال إسرائيل بالنسبة إلى مقتل المدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزة، لكنها ستواصل علاقتها الاستراتيجية معها كحليف قريب وخصوصاً على صعيد التجهيزات الدفاعية. ووجهت الحكومة الأسترالية أقوى انتقاد يصدر عنها حتى اللحظة لحليفها المقرب إسرائيل على خلفية الحرب المستمرة منذ شهر فى غزة، إذ وصفت وزيرة الخارجية الأسترالية جولى بيشوب قصف مدارس تابعة للأمم المتحدة بالعمل «غير المبرر»، وقالت «بيشوب» فى بيان «كان هناك عدد من الحوادث الصادمة، بما فيها القصف غير المبرر لثلاث مدارس تابعة للأمم المتحدة والتى كانت جميعاً تؤوى مدنيين». ودعا الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند أمس الأول إلى «التحرك» لوقف «المجازر» فى غزة، وقال الرئيس الفرنسى «عندما أرى ما يحصل لمسيحيى العراق والأقليات فى سوريا والمجازر كل يوم وما يحصل أيضاً من مجازر فى غزة 26 يوماً من النزاع، فإن علينا أن نتحرك». وأعرب رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما أمس الأول عن «سخطه» حيال مقتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين فى الهجوم الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة. ووصف رئيس وزراء الأردن عبدالله النسور، أمس الأول، الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة، بأنه «بربرى غير عادل وغير متكافئ وغير مسبوق»، بحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا).