قالت الدكنتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، إن الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة السابق، حمل على عاتقه إعادة تشكيل وعي مجتمع ما بعد ثورة يوليو 1952، وذلك خلال انطلاق فعاليات احتفالية وزارة الثقافة بمئوية الراحل، بحضور وزيرة الثقافة والدكتور أحمد عكاشة مستشار الرئيس للصحة النفسية، ونورا ثروت عكاشة ابنة الراحل، وبدأت الاحتفالية بكلمة الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، قائلا: «الدكتور ثروت عكاشة قيمة كبيرة، واليونسكو يعتبره علامة مضيئة ولا ننسى جهوده في إنقاذ آثار النوبة من الغرق خلال بناء السد العالي، كما كان موسيقيا وفنانا تشكيليا ومفكرا وأديبنا من طراز رفيع». وتوجه الدكتور أحمد عكاشة، مستشار الرئيس السيسي للصحة النفسية، بالشكر إلى وزيرة الثقافة على المبادرة بالاحتفال بثروت عكاشة، قائلًا إنه كان مثقفا موسوعيا، وكتب مجموعة كبيرة من الكتب ومنها مجموعة الكتب المتميزة «العين تسمع والاذن ترى»، كما أنه كان يتميز بأنه العسكري الرومانسي، حيث كان يكتب عن جنكيز خان كما يكتب عن جبران خليل جبران، وتميز بالصرامة والمرونة، وإدمان المعرفة ونشوة الإنجاز، وامتلك وضوحا وانضباطا، كما كان يتميز بالداب والمثابرة حتىأنه تعلم الفارسية والأورج بعد سن الثمانين، و«الفارق العمري بيني وبينه 15 سنة فكان أبا ومعلما وتعلمت منه الكثير.. ما قدمه شقيقي يجعله مستحقا لأن يبقى في وجدان الشعب». وقالت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، إن الدكتور ثروت عكاشة يمثل وجها جميلا لمصر وعبقرية خالدة شكلت وجدان المصريين باعتباره أحد أهم رواد الثقافة في العصر الحديث وأعظم وزرائها ، والذي ستظل إنجازاته علامات نصية في تاريخ ابداع لا يمكن نسيانها. وأضافت في كلمتها خلال احتفالية الوزارة: «الدكتور ثروت عكاشة أدرك أهمية ابداع في استكمال بناء الحضارة، فحرص على تأسيس كثيرا من الهيئات التنويرية مثل المجلس الأعلى لرعاية الفنون والأداب، الذي أصبح المجلس الأعلى للثقافة حاليا، الهيئة العامة للكتاب، دار الكتب والوثائق القومية، أكاديمية الفنون بمعاهدها الفنية المتخصصة، وأسس أوركسترا القاهرة السيمفوني وفرق الموسيقى العربية وكذلك السيرك القومي ومسرح العرائس، كما وجه اهتمامه للآثار المصرية، وكان له دور وطني بارز من خلال إقناع المؤسسات الدولية مثل اليونسكو في العمل على إنقاذ معيدي فيلة وأبو سمبل وذلك حفاظا على الآثار المصرية في النوبة من الغرق والضياع أثناء بناء السد العالي». وأشارت الوزيرة إلى أن الاحتفالية تشمل العديد من الفعاليات منها احتفال كبير في اسوان وكذلك أكاديمية الفنون، وعدد كبير من الندوات بالمجلس الأعلى للثقافة. وتابعت أن الراحل قصة إبداع جديرة بالتأمل خاصة وأنه كان أحد أبطال ثورة يوليو، فهو لم يكن يجيد التعامل مع السلاح والخطط الحربية فقط، وإنما كان مفكرا وعالما موسوعيا ومبدعا موسيقيا وفنانا وأديبا مفوها، وجميعها صفات جعلته واحدا من أهم مشاعل التنوير عبر تاريخنا المصري العريق، متابعة: «هذا إلى جانب الوقار والإنسانية والقدرة على القيادة وعمق الرؤية، فقد شاءت الأقدار أن يحمل على عاتقه إعادة تشكيل وعي مجتمع ما بعد ثورة يوليو 1952 وبناء شخصيات قادرة على إدراك أهمية الفكر والفن في إرساء دعائم وطن جديد». وواصلت وزيرة الثقافة: «العبقرية التي تملكها الدكتور ثروت عكاشة كمفكر عظيم وسماته الشخصية المتفردة فضلا عن مواهبه الإبداعية المتعددة، ساهمت في صنع ثقافة مصرية خالصة تستند إلى الهوية الوطنية وتعتمد على أسس من الوعي الفكي المستنير، والاحتفال بمئوية هذا العملاق يعد ملحمة نبحر خلالها في إسهاماته الثرية التي شكلت مضمار العمل الثقافي، فتحية إلى روح الدكتور ثروت عكاشة صانع نهضة الثقافة وصاحب الانجازات العملاقة على صعيد البنية المؤسساتية الثقافية والتي ستظل شاهدا على إخلاصه وعطائه للأبد». وسلم الدكتور مجدي صابر رئيس دار الأوبرا درع تكريم اسم ثروت عكاشة لابنته نورا ثروت عكاشة.