دشنت، مساء اليوم، الجبهة الثورية الموحدة بمحافظة الفيوم التي تسمى ب"الديمقراطية والعدالة الاجتماعية" مؤتمرها التأسيسي للجبهة تحت شعار "الفقراء أولا"، وذلك بحديقة الجندي المجهول بميدان سواقي الهدير بمدينة الفيوم. شن الدكتور نصر الزغبي، عضو مجلس الشعب "المنحل" عن حزب التحالف الشعبي الاشتراكي الديمقراطي، هجوما حادا على قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وقال خلال كلمته في المؤتمر إن مصر لم تصبح قراراتها تمثلها والدليل ما حدث في السفارة الأمريكية، مؤكدا أن اللجوء للبنك الدولي ومؤسسات الإقراض الدولية يضر بمصر، لأن هذه المؤسسات تعتمد في تمويلها على الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال شركات أمريكية كبرى مثل مؤسسة فورد، مضيفا أن أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين المعروفين حصل على توكيل شركة "فورد" العالمية في مصر منذ فترة بسيطة. وأضاف "الزغبى" أن الاقتصاد يحدد الاتجاهات السياسية وليس العكس، وأن هناك من يتنكر من الثورة رغم أنها أنقذت الشعب المصري مما كان يدبر له؛ حيث قامت من أجل إسقاط النظام سواء أكان اقتصاديا أو اجتماعيا أو سياسيا، بعد أن كانت تدبر لهذا الشعب المكيدات من التبعية والاستغلال والإفقار والاستبداد. وأشار إلى أن الاقتصاد يؤثر على مصر والشعوب، وأن إحدى شركات الأسمدة التي تحصل على دعم من الدولة يقدر بأربعة ملايين جنيه يوميا لم تورد أي كمية من منتجاتها إلى داخل مصر بل تصدرها لتستفيد قياداتها ولا يستفيد المصريون، وأكد ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية في مصر، وأن يتم تسريح آلاف المستشارين الذين يتم تعيينهم في الحكومة ويتقاضون الملايين من الجنيهات. فيما تحدث الدكتور هاني هديب، أمين عام الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بالفيوم، عن أهمية ضبط بوصلة الخطاب السياسي وعن أهداف الجبهة التي تتبناها من خلال القضايا المتروكة والمسكوت عنها في مصر وليس تقييد الحريات العامة أو التحالف من أجل الحصول على مناصب سياسية خلال الانتخابات التشريعية القادمة. وأوضح "هديب" أن الحزب المصري الديمقراطي أحد الأحزاب التي ولدت من رحم الثورة ونادى بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية، مؤكدا على دعم إضراب الأطباء في الأول من أكتوبر المقبل ومنتقدا نقابة المعلمين التي وقفت ضد مطالب أبنائها لأنها حكومية تعمل تحت جناح الدولة -على حد قوله- مشيرا إلى أن الجبهة تضم حركة "الاشتراكيون الثوريون" والحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وحزب الدستور وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي والتيار الشعبي. وقال محمد عبد الحكيم، عن حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن الهدف من شعار "الفقراء أولا" هو ألا يكون الخلاف بين رجال الأعمال وتهميش الفقراء، وأن يبدأ الوطن من قضايا المظلومين والمضطهدين والمهمشين فلا يكون الخلاف بين نجيب ساويرس وخيرت الشاطر واستبدال أحمد عز برجال أعمال رأسماليين بخلفيات دينية أو مدنية. فيما أكد أحمد خليفة، المتحدث باسم حركة "الاشتركيون الثوريون" وأحد مؤسسي الحركة بالفيوم، أن تغيير النظام كان من أهم الأهداف التي قامت من أجلها الثورة المصرية، والذي يأتي بتغيير التبعية للنظام الأمريكي والرأسمالية العالمية وليس بتغيير الأشخاص واستبدال مبارك ب"مرسي" أو شخص آخر مع الإبقاء على السياسات نفسها. وانتقد "خليفة" الهجمات الشرسة التي يشنها النظام على العمال والوحشية في فض الاعتصامات، مؤكدا استمرارية الثورة بالمصانع والجامعات حتى تحقق العدالة الاجتماعية، طالما هناك أكثر من 10 ملايين عاطل واستمرار الارتفاع في الأسعار. وقال المهندس عمرو فارس، ممثل حزب "الدستور"، إن ثورتنا قامت على الفساد وانهيار الثقافة والصحة والتعليم، وشاركه الرأي المناضل عماد عشري، وأكد أن القاسم المشترك بين القوى المشاركة هي العدالة الاجتماعية.