تحشد وزارة الأوقاف منابرنا على مستوى الجمهورية والتي يقدر عددها ب120 ألف منبر للحديث حول الصدق، حيث جاء موضوع خطبة الجمعة للحديث حول «حديث القرآن الكريم عن الصدق والصادقين». وأكدت الخطبة الموحدة أن من عظمة الشريعة الإسلامية أنها دعت إلى القيم النبيلة، والأخلاق الفاضلة التي تقرب الإنسان إلى ربه، وتسهم في بناء المجتمعات الراقية، ومنها: خلق الصدق الذي جاء في القرآن الكريم في مواضع التشريف، والتكريم، والإجلال، ولا أدل على ذلك من أن الله سبحانه وتعالى وصف به نفسه. حيث يقول عز وجل: «قل صدق الله»، ويقول سبحانه «ومن أصدق من الله قيلا»، ويقول تعالى «ومن أصدق من الله حديثا»، ويقول جل شأنه: «ولقد صدقكم الله وعده»، ويقول تعالى «وصدق الله ورسوله». الصدق صفات الأنبياء وقد بين القرآن الكريم أن الصدق من صفات الأنبياء والمرسلين، فهم المبلغون عن الله رسالاته، حيث يقول سبحانه «واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا»، ويقول تعالى «واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد»، ويقول سبحانه «واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا»، ووصف الله تعالى نبينا في القرآن بالصدق؛ فقد جاء به، ودعا إليه، حيث يقول عز وجل «والذي جاء بالصدق وصدق به». وقد كان صدقه صلى الله عليه وسلم سجية عرف بها حتى قبل بعثته، ولذلك كان يلقب بالصادق الأمين، وقد جعل صلى الله عليه وسلم الصدق منهج حياة، كما جعل القرآن الكريم الصدق من صفات المؤمنين، حيث يقول الحق سبحانه: «إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما». الخطبة الثانية وفي الخطبة الثانية، أكدت الأوقاف على أن الصدق جاء في القرآن الكريم شاملا لكل أعمال البر والخير، حيث يقول الحق سبحانه «ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون». وقد وعد الله تعالى الصادقين بأعظم الجزاء، وأفضل الثواب، حيث يقول سبحانه «قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم»، وجعل الحق سبحانه وتعالى مرتبة الصديقين بعد مرتبة النبيين، وجعلهم في صحبة الشهداء والصالحين في الجنة يقول تعالى: «ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا»، ويقول نبينا: «عمل الجنة الصدق، وإذا صدق العبد بر، و إذا بر آمن، وإذا آمن دخل الجنة». واختتمت الخطبة الموحدة بالدعاء بقولها: «اللهم ارزقنا الصدق في القول والعمل، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصادقين».