تطل علينا أفلام العيد هذا العام وتستكمل معها سلسلة الاقتباسات والنقل عن السينما الغربية، وربما يحدث اختلاف في وضع تعريف لها كظاهرة، فيراها البعض اقتباسًا والبعض الآخر يراها "سرقة واضحة واعتداء على حقوق الملكية والفكرية" تنذر بحالة إفلاس فني لدى المؤلفين والقائمين على العمل السينمائي، فنوجِّه كمًا كبيرًا من الأفلام المقتبسة من أعمال أجنبية تصل إلى ثلاثة أفلام في موسم سينمائي لا يتعدى إنتاجه الخمس أعمال، حيث اقتباس موضوعات أفلام من السينما العالمية، وتحويلها إلى أفلام مصرية، ليس أمرًا جديدًا على صناعة السينما في مصر. لا نحتاج إلى مجهود كبير فالمشاهدة الأولية لفيلم "الحرب العالمية الثالثة" للثلاثي شيكو وهشام ماجد وأحمد فهمي، تثبت أنه مأخوذ عن الفيلم الأمريكي "night at the museum" بطولة الفنان بين ستيلر، الصادر عام 2006 في ثلاثة أجزاء تحمل نفس الاسم، وتدور أحداث الفيلم في إطار من الفانتازيا، حول حارس ليلي لأحد المتاحف الذي تتحول فيه جميع التماثيل إلى شخصيات حية بعد منتصف الليل، والمأخوذ بدوره من رواية للأطفال تحمل نفس الاسم. "This Means War" فيلم من إنتاج عام 2012، يدور في إطار رومانسي كوميدي وأكشن، حول صديقان يعملان في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، يكتشفان أنهما وقعا في غرام نفس الفتاة، الفنانة ريس ويذرسبون، والتي تؤدي دورها الفنانة ياسمين عبدالعزيز من خلال فيلم "جوازة ميري" ويشاركها في البطولة كريم محمود عبدالعزيز، وحسن الرداد، والذي تتشابه أحداثه و فكرته الرئيسية مع الفيلم بشكل كبير. و ما بين الفيلمين تمتد القائمة أيضًا لتشمل، فيلم "صنع في مصر" لفنان الكوميديا أحمد حلمي، الذي تتناول أحداثه قصة شاب بلا هدف أو طموح، تدعو أخته الصغيرة عليه فتصيبه بلعنة تتبادل روحه مع روح "دب باندا" ليحاول التخلص منها، الفيلم يتشابه في تفاصيله مع الفيلم الأمريكي "ted" للمثل "مارك والبيرغ" خاصة في حبكته الرئيسية وإن اختلف عنه في خلفية الأحداث، حيث يدور الفيلم المنتج عام 2012 والمرشح لجائزة الأوسكار أحسن فيلم، حول دمية دب تصبح حية نتيجة تحقق أمنية الطفولة لجون ليصبح الدب تيد هو الصديق الملازم لجون طوال الوقت. "الاقتباس من الأعمال الأجنبية ليس أمرًا مستحدثًا على السينما العالمية"، هكذا علَّقت الكاتبة والناقدة الفنية ماجدة خير الله، موضحة أن كون العمل الفني مقتبسًا أو مستوحى من فكرة أخرى لا يعني بالضرورة ضعف العمل الفني، وأن الأمر يتوقَّف بشكل كبير على طرق المعالجة المختلفة للفكرة بشكل يتناسب مع الواقع المصري. أما الناقد الفني طارق الشناوي، فيرى أن امتناع القائمين على الأعمال الفنية عن التنويه بأن الأفلام مقتبسة من أعمال أخرى هي جريمة مكتملة الأركان تدخل تحت قائمة الغش التجاري، وهو ما يعاقب عليه القانون حفاظًا على حقوق الملكية الفكرية والإبداعية. شاهد أسعار التذاكر وأماكن أفلام العيد على "أي خدمة":