طالب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، القائمين على الإنتاج الفني الذي يُعرَض الآن على الناس بألَّا يذهبوا بالبقية الباقية من الحياء عند أبنائنا وبناتنا، فيبدو أن هناك فكرة شيطانية خبيثة تهدف إلى تعويد البنات والأولاد على عدم الحياء، مشيرًا إلى أن الأعمال الفنية التي تُشَجِّع النشء الصغير على عدم الحياء، لا تُعَبِّر عنَّا، ولا تُعَبِّر عن مجتمعنا ولا عن مشكلاته، ولا تُعَبِّر عن بيوتنا ولا تُعَبِّر عن بِلادنا، فهؤلاء أناس يعيشون في أبراج عاجية ويُعَبِّرونَ عن مشاكلهم هُم، أمَّا الشَّعب، فهو غنى عنهم. وأضاف الطيب، في تصريحات إعلامية، أن الحياء خُلُق من الأخلاق الحميدة، ومن عظمته أن الله تعالى اتصف به، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا لَيسَ فِيهِمَا شَيئًا"، فاتصاف الله تعالى بصفة الحياء، يؤكد رفعة هذا الخلق، وقد اتصف به أيضًا النبي - صلى الله عليه وسلم، فعن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: "كان النبيُّ- صلى الله عليه وسلم- أشدَّ حياءً من العذراء في خِدْرِها". وشدد على أن ترك الحياء هو بوابة الجرائم والفُحش ومن أقوى أسباب تفسخ المجتمعات، قائلًا: الحضارة الغربية مع اعترافنا لها بالتقدم والرقي إلا أنها في طريقها للضعف؛ لأنهم تخلوا عن الحياء في مجتمعاتهم، فالبنت التي تتجاوز فترة السابعة عشرة من عمرها، ولا تعيش الحرية المعروفة عندهم - يُذَهب بها إلى طبيب نفسي لكي يعالجها من الحياء، فانظر إلى الشرور والانتقام من فطرة الله تعالى التي فطر النَّاسِ عليها!، وقد تسبب ترك الحياء وانعدامه في حدوث جريمة التحرُّش، التي حدثت مؤخرًا وهزَّت المجتمع من أعماقه، فهؤلاء الذين اقترفوا هذه الجرائم وهذه الفواحش، لو كان في وجوههم ذرَّة مِن حياء، ما استطاعوا أن يُقدِموا على هذه الفِعلة الشنيعة وأشار الى أن الحياء قرين الإيمان، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "الحياءُ والإيمانُ قرناءُ جميعاً، فإذا رُفِعَ أحدُهما رُفع الآخر" وهذا ما نراه واقعا في حياتنا العامة، حيث تجد بضاعة منعدمي الحياء، من الإيمان والتقوى والدين، رقيقة وقليلة وتافهة جدًا، بخلاف مَنْ يستحيي، فإنه يستحي من الله، بل بعض الناس يستحيي من الملائكة التي لا تراها،علاوة على ان الحياءُ فطرة في الإنسان.