«هنا يُدفن الأطفال أحياء دون ذنب سوى أنهم أبناء شعب مقاوم».. بالرغم من حزن ابنة عائلة عبدالنبى فى غزة على فقدان طفليها بقصف أعمى من طائرة إسرائيلية فجر 24 يوليو، فإنها لا تلتفت عن قضية بلادها، ولا تبدى لحظة ندم على خسارتها.. «الأطفال استشهدوا وهم نائمون دون مقاومة، لكن كل أولادى وأموالى فداء لتحرير فلسطين». الأم المجاهدة تطالب فقط بتحقيق مطالب الشعب الفلسطينى ومنع استهداف الأطفال والمدنيين الأبرياء، لافتة إلى أن الضربات الإسرائيلية معظمها موجّه للمدنيين. ودعت أم الطفلين الشهيدين بالنصر للمقاومة، متمنية الانتقام من كل دولة تساند إسرائيل، وموجهة رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو: «حسبنا الله ونعم الوكيل.. والنصر لفلسطين والهزيمة لكم يا يهود». ملامح «الدمار» واضحة على بيت عائلة عبدالنبى، لم يتبق هنا سوى رائحة الدم وأكوام التراب والهدم، وشهداء ومصابين وجدران متصدعة.. هذا ما خلفه جحيم الغارة الإسرائيلية الغاشمة. وروت أم الشهيدين، بنبرة حزن وألم، أن الغارة تمت أثناء تناولهم وجبة «السحور» استعداداً للصيام، وقالت إن المنزل كان به أكثر من 15 شخصاً، راحوا بين مصاب وشهيد، على رأسهم طفلان أحدهما لم يتجاوز العام والآخر 3 سنوات، بينما أصيب 6 أطفال و4 بالغين، وتقول: «أحد الطفلين الشهيدين دخل أحد أعمدة البيت ببطنه ووقفت مكبّلة اليدين عن مساعدته حتى استشهد أمامى». رائحة الدماء والأكفان الممتدة صفوفاً، مشهد اعتاده الفلسطينيون، لكنه لا يزيدهم إلا إصراراً، اصطف ما بقى من العائلة لإقامة صلاة الجنازة على ثلاثة من شهدائها: رجل وطفلين ذنبهم هويتهم الفلسطينية، وهم يمسكون بهم طامعين فى لحظات معدودة قبل وداعهم إلى مثواهم الأخير فى الجنة. إيهاب الغصين، الناطق باسم الحكومة فى غزة، قال إن نجاح وصمود المقاومة يرجع لالتفاف الشعب الفلسطينى حولها، مؤكداً أن الشعب الفلسطينى اختار المقاومة كخيار ونهج لتحرير فلسطين، ومشدداً على أن المقاومة ماضية فى طريقها للدفاع عن الشعب الفلسطينى، والاستبسال من أجل الحفاظ على حقوقه. وميدانياً، شهد قطاع غزة، أمس، هدوءاً نسبياً مع بدء سريان الهدنة الإنسانية، فيما قال مصدر عسكرى إسرائيلى إن الجيش سيواصل تدمير الأنفاق خلال الهدنة، وقال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إنه لم يتمكن من التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة «حماس» بعد، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان إلى 1000 شهيد. وأعلنت بريطانيا تقديم مساعدة عاجلة إضافية بقيمة 2 مليون جنيه استرلينى، فيما قررت تركيا رفع حظر الطيران إلى مطار «بن جوريون». أعلن الجيش الإسرائيلى مقتل ثلاثة من جنوده، اليوم، قبل بدء الهدنة الإنسانية فى غزة.