اتجه "مهند سمير" طالب بالثانوية العامة -لم يتعدى من العمر التاسعة عشر عاما-، إلى قسم شرطة قصر النيل شاهدا علي مقتل صديقه " رامي الشرقاوي" -خلال أحداث مجلس الوزراء من قبل أحد ضباط الجيش- فخرج من القسم تحمله سيارة الترحيلات إلى محبسه متهما. وتروي هبه عبدالقادر والدة مهند قصته في حوار ل"الوطن"، حين استجاب مهند لنداء أصدقاءه تليفونياً، ونزح للميدان داعما لزملاءه وقت اقتحم الجيش الميدان وسحل الفتيات والنساء بالتحرير، فتوجه للميدان ليصاب بطلق ناري في قدمه يسبب له قطع في أوتار القدم، واستشهاد أحد أصدقاءه "رامي الشرقاوي" والذي سقط قتيلا بطلق ناري في الصدر. تلقت والدة مهند خبر مكذوب باستشهاده عن طريق الإنترنت، فاتجهت مهروله إلى الميدان تبحث عن جثمانه، ولكن وجدته حيا مصابا بطلق ناري في القدم، توجه على إثره إلى مستشفى الهلال الأحمر لإجراء عملية بالقدم، وتطالب جهات التحقيق في الأحداث أن يتوجه بعد علاجه إلى القسم للإدلاء بأقواله في حادث استشهاد صديقه. بعد عشرة أيام من العملية الجراحية يتوجه مهند للقسم لينقلب إلى متهما بعدد من الجرائم حسب وصفهم في مقدمتها حرق المجمع العلمي واشعال النيران في سيارة الأمن المركزي ومقاومة السلطات وتصنيع قنابل حارقة (مولتوف) والتحريض على أعمال العنف والشغب. تعتقد هبة أن سبب تحول نجلها من شاهد إلى متهم ما وجه في محضر رسمي عقب إصابته، متهما المشير والجيش باغتيال المتظاهرين بأحداث مجلس الوزراء، مؤكدة أن ابنها شاهد علي الطرف الثالث في الاحداث -على حد تعبيرها. وكان "مهند" معرضا لبتر قدمه، وذلك بعد منع الدواء، وتعرضه لجلطة، لعدم شموله بالرعاية الصحية المناسبة لإصابته، وحبسه بعد العملية بعشرة أيام، وتم نقله على إثرها إلى مستشفى السجن، وبعد العودة للمحبس لم تشمله رعاية مناسبة مع صعوبات دخول الدواء، وعدم وجود رعاية صحية كافية داخل محبسه. كما أشارت والدة مهند إلى لقاء مستشار الرئاسة للمحامي المختص بالقضية، مؤكدا، أن الرئيس مرسي على علم بقضية نجلها، متسائله عن الإفراج عن المعتقلين والمحكوم عليهم عسكريا. واتهمت هبه عبد القادر قاضي التحقيقات بالتعسف تجاه قضية مهند، علاوة على المعاملة السيئة داخل السجن، والإهانة النفسية، قائله:" إن الضباط لم يتغيروا ومازلوا يتعمدون إهانة الثوار نفسيا، ولفظيا". كما أوضحت فصل مهند من مدرسة النهضة للغات بالجيزة بعد مطالبة جهات سيادية مدير المدرسة بفصله، بعد احتجاز مدير المدرسة ويدعى صلاح لمدة 4 ساعات، مشيره إلى المتاعب والمضايقات التي واجهتها حتى تمكن مهند من أداء امتحان الثانوية العامة بالسجن. مهند أدى الامتحان في زنزانته، ولكن نجح والتحق بكلية اللغات جامعة 6 أكتوبر، وتتوجس والدته خوفا على مستقبل ابنها في انتظاره محاكته في 20 أكتوبر المقبل وما سيسفر عنه الحكم.