تعهد ممثلو أكثر من 50 دولة من المشاركين في أول للفتاة، عُقدت اليوم بإنجلترا، تحت شعار"تحسين حياة الفتيات والنساء في الدول الأكثر فقرًا" بالقضاء على الزواج المبكر والزواج القسري وختان الإناث نهائيًا. قالت الدكتورة هالة يوسف، مقررة المجلس القومي للسكان وممثلة الوفد المصري، إن القمة التي تشارك فيها الحكومات والمنظمات الدولية ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف" وعلماء الدين والمؤسسات الأهلية ، تهدف إلى حشد الجهود المحلية والدولية لإنهاء ختان الإناث والزواج المبكر والقسري في غضون جيل واحد، والتأكيد على حق الفتيات والنساء في حياة خالية من العنف والتمييز وتمكينهن من استخدام قدراتهن. وكشفت المناقشات خلال القمة التي أقيمت تحت رعاية رئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون، عن انخفاض هذه الممارسات الضارة في الكثير من البلدان، خاصة في دول أفريقيا، وجنوب آسيا، والشرق الأوسط وأوروبا، بعد تزايد أعداد الناس الرافضين لها. وقال كاميرون، إن جميع الفتيات لهن الحق في حياة خالية من العنف والإكراه، دون أن يضطررن إلى الزواج أو تحمل الآثار الجسدية والنفسية للختان، والتي تستمر على مدى الحياة، وتنتهك حقوق الفتيات والنساء في جميع أنحاء العالم، بما فيها داخل المملكة المتحدة. وبحسب دراسة صدرت عن جامعة لندن سيتي بالتعاون مع منظمة المساواة الآن، هناك ما يقرب من 60 ألف فتاة أقل من 14 عاما، ممن ولدن في إنجلترا وويلز لأمهات خضعن للختان، وهناك ما يقرب من 103 آلاف سيدة تتراوح أعمارهن بين 15 و49 وحوالي 24 ألفا من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 50 سنة وأكثر، من المهاجرات إلى إنجلترا وويلز، يعانين من تعرضهن للختان، بالإضافة إلى أنه من المرجح أن ما يقرب من 10 آلاف فتاة دون سن 15 من المهاجرات لإنجلترا تعرضن للختان . وقالت هون جوستين، وزيرة التنمية الدولية البريطانية، في كلمتها أمام أول قمة عالمية للطفلة، أن القضاء على الزواج القسري والمبكر للفتيات وختان الإناث، من شأنه تمكين الفتيات وحمايتهن من العادات الضارة التي تنتهك حقوقهن، مشيرة إلى أن التغيير نحو إنهاء هذه الممارسات يحدث عندما ترفضها المجتمعات بشكل جماعي، وتدعم الحكومات هذا الرفض بتشريعات وطنية. وأضافت أن المملكة المتحدة ستساهم في دعم الحركة الدولية ضد هذه الممارسات، وحماية الفتيات منها، بالتعاون مع الحكومات والمؤسسات الأهلية في جميع أنحاء العالم ، من خلال تخصيص مليون و400 ألف جنيه استرليني، لحماية الفتيات المعرضات لهذه الممارسات ورعاية الناجيات منها، ودعم التشريعات الوطنية التي تلاحق الممارسين وتنص على عقابهم، بالإضافة إلى خدمات المشورة والخدمات الاجتماعية الأخرى للضحايا. وأعلنت القمة أن الحكومة البريطانية ستتبنى دعم برامج جديدة، لمنع زواج الأطفال والزواج القسري في 12 بلدًا ناميًا خلال جيل واحد. وقال وزير الداخلية، تيريزا ماي، أن المطلوب الآن هو تأمين مستقبل أفضل لآلاف النساء والفتيات المعرضات لأخطار هذه الممارسات، من قبل أقرب الناس إليهن، والتي تؤثر على صحتهن الجنسية والجسدية والعقلية، وتؤثر سلبًا على تعليمهن وحريتهن و تقلص من طموحهن. وتشير الإحصاءات إلى تعرض 14 مليون فتاة سنويًا للزواج المبكر والقسري، فواحدة من كل 3 فتيات في العالم النامي تتزوج قبل سن 18 عاما، وواحدة من كل 9 متزوجات تزوجن قبل سن 15 عامًا، وبعضهن يتزوج في سن 8 سنوات، وأوضحت المناقشات بالقمة أن الزواج المبكر والقسري يرتبط بشكل وثيق بمستويات التنمية الاقتصادي المنخفضة، فالفتيات اللاتي يتزوجن في سن صغيرة أغلبهن من أسر فقيرة، وغالبًا ما يعشن في أسر فقيرة أيضا. وبحسب تقديرات الأممالمتحدة، تتعرض نحو 3 مليون فتاة سنويًا في أفريقيا لخطر الختان، المعروف طبيًا بتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، وتصل معدلات الممارسة في بعض الدول الافريقية الى تعرض 9 فتيات من بين كل 10 فتيات للختان. وتقود المملكة المتحدة حملة إنهاء ختان الاناث في العالم، وخصصت 35 مليون جنيه استرليني في العام الماضي، من أجل دعم حركة إنهاء ختان الإناث في 17 دولة أفريقية خلال الخمس سنوات المقبلة.