واصلت دار الإفتاء المصرية سلسلة فتاويها بشأن مستجدات وضع فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) في أوروبا والعالم، في ظل تصاعد أعداد مصابي فيروس كورونا وانطلاق الموجهة الثانية للفيروس، إذ أعادت الدار نشر فتوى عبر موقعها الرسمي، عن مدى مشروعية الصلاة على النبي طلبا لرفع الوباء؟، وهل للإكثار منها أثر في الوقاية من العدوى؟. وقال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، في جوابه، إنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو رحمة الله للعالمين؛ فهو سبب وصول الخير ودفع الشر والضر عن كل الخلق في الدنيا والآخرة، وكما أنّه صلى الله عليه وآله وسلم شفيع الخلائق؛ فالصلاة عليه شفيع الدعاء؛ فبها يستجاب الدعاء، ويكشف الكرب والبلاء، وتستنزل الرحمة والعطاء. مجالس الذكر وأضاف: أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم -وهو الصادق المصدوق- أنّ الإكثار منها حتى تستغرق مجلس الذكر سبب لكفاية المرء كل ما أهمّه في الدنيا والآخرة، ووردت الآثار عن السلف والأئمة بأنّها سبب لجلب الخير ودرء الضر، وعلى ذلك جرت الأمة المحمدية منذ العصر الأول، وتواتر عن العلماء أنّ عليها في ذلك المعول؛ حتى عدوا ذلك من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم المستمرة بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى، وتواترت في ذلك النقول والحكايات، وألفت فيه المصنفات، وتوارد العلماء على النص على مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والإكثار منها في أوقات الوباء والطاعون والأزمات؛ فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو رحمة الله تعالى لكل الكائنات. الإكثار من الصلاة على النبي وزاد: اتفق العلماء على أنّ من المواطن التي يستحب فيها الإكثار من الصلاة على النبي المختار الصلاة عليه عند الشدائد والنوازل وحلول الأوبئة؛ فإنّ كثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم من أعظم أسباب النجاة من الأوبئة والطاعون، كما أنّ الخلق مأمورون بالتضرع والدعاء عند نزول البأس والبلاء، بل جعل الله تعالى ترك الدعاء حينئذ علامة على قسوة القلب وتزيين الشيطان؛ فقال سبحانه: «فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون». وتابع أنّ الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أعظم أسباب استجابة الدعاء، إذ قال الشيخ ابن القيم الحنبلي في «جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام» إنّ «الموطن الحادي والعشرون من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم: عند الهم والشدائد وطلب المغفرة».