شهد قطاع غزة، اليوم الأحد، يومًا داميًا حيث استشهد 96 فلسطينيًا إثر أعمال القصف الإسرائيلي المتواصل لليوم الثالث عشر على التوالي، فيما مني جيش الاحتلال الإسرائيلي بضربة قاسية حيث قتل 13 قتيلًا من لواء "غولاني" الشهير. وارتفع عدد الشهداء في غزة إلى 434 شخصًا، وأكثر من 3 آلاف جريح، منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي في الثامن من يوليو. وسقط غالبية القتلى، الأحد، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة والقريب من الحدود مع إسرائيل، حيث قتل 62 شخصًا على الأقل في القصف الكثيف والذي يعد الأكثر دموية منذ عملية الرصاص المصبوب في نهاية عام 2008. وأصيب أيضا 250 شخصًا على الأقل في الشجاعية. ومن جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم، أن 13 جنديًا إسرائيليًا قتلوا في قطاع غزة، بحسب ما أعلنت متحدثة عسكرية. وقالت المتحدثة لوكالة "فرانس برس": "قتل 13 جنديًا من لواء غولاني للمشاة الليلة الماضية، في إطار العملية الجارية في قطاع غزة"، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وبهذا يرتفع عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ بدء العملية البرية ضد قطاع غزة، مساء الخميس إلى 18 جنديًا. وبدوره، اتهم نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، إسرائيل بارتكاب جريمة حرب ضد المدنيين في حي الشجاعية بغزة، داعيًا إلى الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين مؤكدًا أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة. وأدانت حكومة الوفاق الوطنية الفلسطينية، في بيان، ما حصل في حي الشجاعية، ووصفته بأنه "جريمة حرب"، تستدعي التدخل الدولي العاجل. وجددت الحكومة الفلسطينية مطالبتها للمجتمع الدولي للتحرك بسرعة لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. كما أدانت الرئاسة الفلسطينية، في بيان نشرته وكالة "وفا" الرسمية للأنباء المجزرة التي ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وبدوره، طالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبوردينة، الحكومة الإسرائيلية بإيقاف عدوانها على القطاع فورًا، وحذرها من استمرار عملية قصف غزة. كانت إسرائيل وافقت على هدنة إنسانية لساعتين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بطلب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ثم عادت ومددتها لساعتين بحسب الجيش الإسرائيلي. وبعد الإعلان عن الهدنة، توجهت أجهزة الطوارئ لإخلاء القتلى والجرحى والأشخاص المذعورين الذين بقوا داخل الحي بعد ليلة من قصف الدبابات الإسرائيلية الذي لم يتوقف. وتناثرت الجثث في الشوارع، وكان بعضها محترقًا لدرجة تجعل من الصعب التعرف على أصحابها. وكان من بين القتلى الصغار والكبار، ومن بينهم أكثر من جثة لطفل حملها موظفو عربات الإسعاف الذين عثروا كذلك على بقايا إحدى عرباتهم في المكان، وقد تطاير زجاج نوافذها واخترقت الشظايا هيكلها بالكامل. وأعلنت وكالة "غوث" وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)، في بيان، أن عدد النازحين الذين لجأوا إلى المراكز التابعة لها في قطاع غزة؛ وصل إلى 81 ألف نازح، يتم إيواؤهم في 61 مدرسة. ودبلوماسيًا، وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى الدوحة اليوم، لإجراء مباحثات مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تتركز حول التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.