كثرة العتاب تفرق الأحباب، إحدى المقولات الشائعة التى تمثل قناعة للكثيرين نتيجة تداولها وتوارثها، لكنها غير صحيحة المعنى أو المضمون، فما صحة ذلك؟ هناك فهم مغلوط شائع يخلط بين العتاب واللوم، فكلمة عتاب تأتى فى أصل اللغة العربية بمعنى عتَب على الآخر بلين ورفقٍ على قيامه بعمل أو عدم قيامه به، أما كلمة لوم فتأتى فى الأصل بمعنى مخاطبة الآخر بما يكره أن يسمع بقصد الإيذاء أو الانتقاص من الشأن، ولذلك يختلط الأمر على البعض ظناً منهم أن العتاب أمر سيئ فيفضلون التجاهل، مما يزيد الأوضاع سوءاً، لأنه بدون عتاب لا توجد محبة، فيُمارس العتاب حباً فى الآخر بغرض الإصلاح، حيث يكون فيه الشخص المُعاتِب حريصاً على مشاعر من يعاتبه يعبِّر فيه عن ضيقه من تصرف محدد، وليس من شخص الطرف الآخر، أما اللوم فيمر بعدة مراحل لإثبات نتيجة واحدة فقط هى خطأ الآخر وليس الإصلاح، فيتم بطريقة التعنيف والتوبيخ، وهنا قد يصل الشخص إلى مرحلة يصف الآخر فيها بما ليس فيه لشفاء غيظه، فلا ينظر إلى حجم الخطأ الحقيقى، ولكن إلى تضخيم عيوب الآخر وبُعد الخطأ عن نفسه، وتسمى تلك النفس «الشخصية اللوامة». أخيراً تذكر أن أصل العتاب أن يجتمع الأحباب، فقط علينا أن نُدركه بطريقة سليمة. د. ريمون ميشيل استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي [email protected]