ما زالوا صغارًا يحلمون بملابس العيد وبالألعاب والركض هنا وهناك، قد لا يعي بعضهم أن وطنه تحت الاحتلال، وربما يفهم البعض الآخر منهم أن هؤلاء جنود العدو. غفوت أعينهم الصغيرة ولكنها لن تستيقظ أبدًا مرة أخرى فرحلوا مع أحلامهم إلى الجنة، حيث لا ألم أو مشقة في الحياة، وتركوا خلفهم أمهات ثكلى وآباء ينزفون دمًا من حرقة قلوبهم على فراق أبنائهم. هؤلاء هم أطفال غزة الذين تقصفهم يوميًا إسرائيل بكل وحشية منذ 8 يوليو الجاري، حيث لا رحمة للمدنيين، تقصف منازل العزل بلا هوادة، في تصفية صراعات سياسية مع حركة حماس. توغَّلت مدرعات الجيش الإسرائيلي في غزة، وتوالت ليالٍ من القصف الصاروخي، هذا بخلاف الاجتياح البري، والهدف إنشاء منطقة عازلة بعمق 2.5 كلم داخل غزة، بالإضافة إلى تدمير "الأنفاق التي حفرتها حماس سريًا، بعد حرب 2012". وذكرت مصادر طبية في غزة أن ثمانية أشخاص من عائلة واحدة استشهدوا في غارة جوية على شمالي قطاع غزة، فجر اليوم. وتقيم عائلة الزويدي في بيت حانون التي استشهد فيها شخص خامس في غارة منفصلة. كما استشهد شاب عمره 25 عامًا في غارة إسرائيلية على دير البلح لترتفع حصيلة الغارات الإسرائلية على غزة إلى 333 شهيدًا و2385 جريحًا في 12 يومًا، بحسب وكالة "بي بي سي" للأخبار. وشنَّت إسرائيل حملة عسكرية على قطاع غزة منذ 12 يومًا بدأتها بالغارات الجوية ثم العملية البرية بالمدرعات. وبدأت العمليات العدائية إثر اختطاف ثلاثة مستوطنين ثم قتلهم في الضفة الغربية، واتهمت إسرائيل حركة حماس بالوقوف وراء العملية، ولكن حماس نفت أي علاقة لها باختطاف الفتية وقتلهم. وقالت الأممالمتحدة إن 50 ألف فلسطيني تركوا بيوتهم وقصدوا ملاجئ مؤقتة في غزة خوفًا من الغارات الإسرائيلية. وترفض حركة حماس وقف إطلاق النار ما لم تتحقق مطالبها برفع الحصار المفروض على غزة من إسرائيل ومصر، فضلًا عن مطالب أخرى، أما الحكومة الإسرائيلية فتقول إنها على أهبة الاستعداد لاجتياح غزة. وشرع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي دخل في ائتلاف حكومي مع حركة حماس، في جولة إلى تركيا ومصر لإيجاد حل للأزمة في غزة.