واصلت إسرائيل عمليتها العدوانية «الجرف الصامد» التى تشنها ضد قطاع غزة لليوم السادس على التوالى، أمس، بعد أن استهدفت عدداً من المنازل الفلسطينية والمنشآت فى قطاع غزة، إضافة إلى استهداف مسجدين للمرة الأولى منذ بدء العملية مساء الاثنين الماضى. وقال حسام بدران المتحدث باسم حركة «حماس» فى الدوحة، إن «تفجير المسجدين مساء أمس الأول يظهر بربرية وهمجية العدو ومدى عدائه للإسلام.. الإرهاب يعطينا الحق أن نوسع من رد فعلنا لردع هذا المحتل»، فيما نشر جيش الاحتلال الإسرائيلى صوراً من الأقمار الصناعية للمسجد الذى استهدفه، زاعماً أن «حماس» تخزن الأسلحة تحت المساجد والمدارس والمنازل السكنية، وهو ما يعرض حياة المدنيين إلى الخطر. وتضاربت الأنباء حول التوصل لاتفاق تهدئة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى برعاية عربية فلسطينية، خاصة بعد حالة الهدوء التى سادت مساء أمس الأول وحتى فجر أمس، حيث توقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة وتوقفت الغارات الإسرائيلية على القطاع، وهو ما أشار إلى احتمالية التوصل لاتفاق تهدئة بين الجانبين، إلا أن تجدد إطلاق النيران صباح أمس، بدد احتمالات التوصل للاتفاق. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن هناك معلومات تؤكد أن مصر وقطر تحاولان التوسط بين الجانبين لتهدئة الأوضاع ووقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن مشروع اتفاق للتهدئة وضع أمام الجانبين، يتضمن إفراج إسرائيل عن الأسرى ال56 الذين اعتقلتهم إسرائيل مؤخراً بعد أن كانت أفرجت عنهم فى إطار صفقة الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط، فى مقابل وقف إطلاق النار على الفور من قبل الطرفين. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن إسرائيل وافقت مبدئياً على بنود الاتفاق، إلا أن «حماس» رفضت المقترح من الأساس، فيما قالت قناة «العربية» إن مصادر أكدت أنه يجرى حالياً بلورة نص اتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة. واستشهد 5 فلسطينيين آخرين وأصيب آخرون فى غارة إسرائيلية على مخيم «جباليا» بشمال قطاع غزة، فيما أعلن مصدر طبى فلسطينى استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة 4 آخرين فى غارة إسرائيلية استهدفت جمعية للمعاقين فى «بيت لاهيا»، إضافة إلى استشهاد 3 فى غارة على حى «التفاح» شرق غزة، لترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة فى يومه السادس، إلى 122 شهيداً فلسطينياً و930 مصاباً، إضافة إلى مئات المعتقلين. وأعلنت كتائب عزالدين القسام -الجناح العسكرى لحركة «حماس»- أنها قصفت للمرة الثانية خلال 24 ساعة مطار «بن جوريون» فى تل أبيب بصاروخ من طراز «إم 75» محلى الصنع، فيما نشرت فيديو يوضح حصيلة الأيام الستة من العملية التى أطلقت عليها اسم «العصف المأكول»، وقالت إنها «أذهلت لليوم السادس على التوالى العدو الصهيونى والعالم أجمع فى قدراتها الصاروخية والعملياتية، إضافة إلى القدرات الاستخباراتية والإعلامية والإلكترونية التى تراكمت عبر سنوات طويلة وقاسية من الصراع مع المحتل الإسرائيلى». وقالت «القسام» إن منظومة الدفاع الجوى «القبة الحديدية» الإسرائيلية، منظومة «فاشلة» لم تتصد سوى لحوالى سدس صواريخ المقاومة الفلسطينية أو أقل من ذلك، باعتراف المسئولين الإسرائيليين بأنفسهم، مؤكدة أنه مع استمرار استهداف المواقع الإسرائيلية الحساسة مثل المطارات والطرق السريعة، فإن إسرائيل قد تتعرض لأضرار اقتصادية هائلة. كما أعلنت الكتائب أيضاً أنها اخترقت حسابات العشرات من القادة الصهاينة الوزراء وأعضاء الكنيست، وأرسلت رسالتها إلى الآلاف من المتابعين لهذه الحسابات. وأعلنت سرايا القدس -الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين- أن مجاهديها تمكنوا من قصف مناطق أسدود ولخيش بصواريخ «جراد»، و«عسقلان» ب10 صواريخ «107»، وموقع «ناحل عوز» و«الأحراش» شرق غزة ب4 قذائف «هاون». وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أمس، أن صاروخين من قطاع غزة انفجرا فى مناطق غير مأهولة فى «بئر سبع»، فيما اعترضت «القبة الحديدية» صاروخاً ثالثاً فى سماء «بئر سبع»، إضافة إلى اعتراض صواريخ فى مناطق متفرقة من إسرائيل. وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة فى يومه الخامس إلى 127 شهيداً فلسطينياً و940 جريحاً. وقال الناطق باسم وزارة الصحة فى غزة أشرف القدرة إن «ستة شهداء ارتقوا ظهر اليوم وأصيب عشرة آخرون فى قصف طائرات الاحتلال لمجموعة من المواطنين فى حى الشيخ رضوان السكنى بمدينة غزة».