لقد سعدت جدا عندما قرأت عن انضمام عشرين حركة وحزبا فى كيان واحد. وفى الحقيقة كنت أتمنى أن تتوحد كل القوى السياسية المدنية بغض النظر عن مرجعيتها سواء كانت يسارية أو ناصرية أو ليبرالية. الجميع لا بد أن يتوحد أمام الهدف الأسمى وهو الحفاظ على الهوية المصرية ومدنية الدولة وعمل توازن حقيقى فى الحياة السياسية. إذا استمرت القوى السياسية فى التشتت والتمزق سوف تجنى ذلك فى الانتخابات القادمة، ومما لا شك فيه أن انقسام القوى المدنية إلى عدة كيانات أو أحزاب متفرقة سوف يؤدى إلى التنافس مع بعضهم البعض وتفتيت قوتهم. نحن الآن بعد ثورة 25 يناير وتغير المناخ السياسى يجب علينا جميعا ألا نتناحر بل يجب أن نكون كتلتين أو ثلاثا على الأكثر، فمثلا كتلة الإسلام السياسى يقابلها الكتلة المدنية أو الكتلة المدنية تنقسم إلى (كتلة يسارية وكتلة ليبرالية)، وبذلك يكون المواطن أمام اختيارات محددة فكل من هذه التيارات يضع برنامجه معبرا عن مرجعيته بعيدا عن الشعارات الرنانة والتشابه بين البرامج، فكل تيار يعبر عن مرجعيته فى السياسات التى يرسمها من خلال ثوابته ومبادئه، وعلى المواطن أن يختار ما يناسبه من هذه البرامج. وبذلك كل تيار يستطيع أن يصل جسور الثقة بينه وبين المواطن الذى أنهكته المشاكل والأزمات اليومية وجعلته ينصرف عن المشاركة السياسية ويفقد الثقة فى كل من يعمل بالسياسة، وهذا ما حدث فى الانتخابات السابقة فكثيرون أعطوا التيار الدينى أصواتهم لأنهم تعبوا ممن يتاجر بأحلامهم باسم السياسة فأرادوا تجربة المتدينين الذين ينادون بنظافة اليد خاصة أن الكثيرين من رموز النظام السابق ضربوا أسوأ مثال فى المتاجرة بآمال وأحلام الشعب لجلب المنافع والمصالح لأنفسهم والمواطن لا يجد قوت يومه. يجب على القوى المدنية أن تتوحد وتعمل لإصلاح المنظومة السياسية والاقتصادية التى تصب فى الصالح العام. وعلى تيار الإسلام السياسى أن يتفهم أن قوة التيار المدنى ليست ضده ولكنها تثرى الحياة السياسية وتصب فى الصالح العام، لأنه ليس من مصلحته أن يكون هو القوة الوحيدة التى تستحوذ على كل السلطات فلا بد من وجود عدة أطراف حتى يحدث توازن سياسى ينتج عنه تحول ديمقراطى سليم وتداول للسلطة، ويقدم كل منافس أفضل ما لديه من سياسات وأطروحات وكوادر وكفاءات حتى ترسو بنا السفينة جميعا على بر الأمان ويتأكد المواطن أن المنافسة ليست على مناصب أو كراسى ولكن لصالحه ولصالح مصرنا الحبيبة.. وفقنا الله جميعا لخير مصر.