"العلم في الصغر كالنقش على الحجر" تلك الجملة التي تحدتها "فايزة محمد"، التي ولدت ونشأت بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، حصلت مؤخرًا على شهادة محو الأمية، تملك السيدة السبعينية من الطموح والرغبة في التعلم ما لا يملكه طالب في العشرين من العمر، تتمنى من الله أن يمد بها العمر لتصل للشهادة الجامعية لتكون مثل لأهل بلدتها في الطموح والإصرار والصبر على التعلم، بداخلها إصرار أنها ما زالت رغم كبر سنها قادرة على تعويض ما فاتها من عمرها في التعلم مقتضية بمثل "رأسمالك علمك وعدوك جهلك". قررت الحاجة فايزة بعد وفاة زوجها ومراعاتها طيلة سنين عمرها وكفاحها المستمر لتربية ابنها الوحيد "محمد"، الذي تخرج بعد ذلك من جامعة القاهرة كلية تجارة ويعمل محاسبًا في إحدى الشركات الكبرى، وأصبح لديه بيت مستقل بذاته، والتي أكدت أنه مسؤول منها حتى الآن حتى بعد ما تجوز هو وأحفادها، حسب قولها أرادت أن تعلم أحفادها بنفسها القراءة والكتابة، فتقول "شكلي هايبقي عامل إزاي قصاد أحفادي لو لاقوني مبعرفش أكتب اسمي"، مضيفة أنها لم تنوي أن تتوقف إلى حد القراءة والكتابة فقط وإنما تنوي أن تكمل حتى الجامعة، وتقول "لو مكملتش تعليمي لحد آخر نفس في عمرى ده أخطر من الجهل نفسه وأنا لسه في نص الطريق". "سبب رئيسي إني صممت أتعلم القراءة هي سورة "العلق" من القرآن الكريم، كنت بصلي وما كنتش حافظة غير الفاتحة و"قل هو الله أحد" قالتها "الحاجة فايزة" فتروي أنها حين تسمع آية "اقرأ" تستبشر بها خير لأنها أول آية نزلت على رسول الله محمد "صلى الله عليه وسلم" وهو كان لا يتقن القراءة وطلب منه جبريل القراءة وكان رسول الله لا يتقن القراءة، وتقول "الحاجة فايزة"،"نفسي كل اللي مابيعرفش يقرأ ويكتب اسمه يتعلم حتي يكتب اسمه علشان يبقي الإنسان ليه قيمة يعيش عشانها". مشيرة أنها تستاء من جملة "بعد ماشاب ودوه الكتاب"، موجهة كلامها لمن هم في سنها أو أقل فتقول، "أتعلم من الصغير لأنه هو يملك من العلم مايفوق سنك مش عيب الواحد إنه يتعلم العيب إنك تفضل جاهل بالأمور اللي حواليك وتحس أنك أقل واحد" فحسب وصفها، أن العلم يشبه شخص فقد بصره وفتح على نور العلم.