توقعت منظمة الصحة العالمية، الحصول قريبا على مزيد من التفاصيل عن سلالة جديدة شديدة العدوى من فيروس كورونا، بينما أغلقت دول كثيرة حدودها أمام القادمين من بريطانيا خوفا من انتشار الطفرة. وكشف مسؤولون، وهم يشيرون إلى تحليل بريطاني، أنه ليس هناك دليل على أن السلالة المتحورة من الفيروس تزيد خطورة المرض، رغم أنها أسرع انتشارا. وأوضحت ماريا فان كيرخوف، وهي كبيرة المسؤولين الفنيين في منظمة الصحة العالمية، أن العلماء يبحثون مسألة تصدي الأجسام المضادة في الجسم للفيروس، وأنها تتوقع النتائج في الأيام والأسابيع المقبلة. وقال مايك رايان، كبير خبراء الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، إن الدول تعمل انطلاقا من «مبدأ احترازي» في رد فعلها على السلالة. وتزايد القلق العالمي بعدما شددت الحكومة البريطانية، إجراءات الوقائية، ففرضت حجرا هو الأكثر صرامة منذ مارس الماضي، وقال رئيس الوزراء، بوريس جونسون، إنه عندما يغير الفيروس طريقة هجومه، فإن المطلوب من السلطات أيضا أن تحدث تغييرا في طريقة الدفاع. وفي جنوب أفريقيا أيضا، تم رصد نسخة مماثلة من السلالة البريطانية، وتم العثور عليها لدى 90 في المئة من العينات التي خضعت لتحليل المتواليات الجينية، منذ منتصف نوفمبر الماضي. ويشعر العلماء بقلق إزاء الطفرة، لكنهم يقولون إنها لم تكن أمرا مفاجئا، بل متوقعا، لاسيما أن الباحثين رصدوا الآلاف من التغييرات المجهرية في الفيروس وهو يجوب العالم بأكمله. وفي سياق متصل، أصبحت بريطانيا اليوم معزولة عن الكثير من الدول، بعدما قطع أقرب حلفائها روابط النقل معها بسبب المخاوف من السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد، مما أثار حالة من الارتباك للعائلات والشركات، قبل أيام فقط من خروجها من فلك الاتحاد الأوروبي. وقطعت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والنمسا وسويسرا وأيرلندا وبلجيكا وكندا والسعودية والكويت وإسرائيل والهند روابط السفر مع بريطانيا، بعدما حذر رئيس وزرائها بوريس جونسون من أن السلالة الجديدة شديدة العدوى من الفيروس، تمثل خطرا على بلاده. ويرأس جونسون، الاثنين، اجتماعا طارئا لبحث السفر الدولي، لا سيما حركة الشحن من وإلى بريطانيا. وأغلقت فرنسا حدودها أمام القادمين من المملكة المتحدة من أشخاص وشاحنات، لتغلق بذلك واحدا من أهم شرايين التجارة بين بريطانيا والبر الرئيسي بأوروبا، في خطوة وصفها وزير النقل غرانت شابس بأنها «مفاجئة».