ثوانٍ معدودة كانت فارقة لإنقاذ حياة فتاة بالدقهلية، عندما تخطت السور الحديدي لكوبري طلخا، مقررة الانتحار بإلقاء نفسها من أعلى الكوبري، في اللحظة التي شاهدها مدرس بكلية الطب بجامعة المنصورة، لينطلق نحوها بسرعة كبيرة ويتشبث بيديها، لتصرخ فيه الفتاة ليتركها، فينتبه محامٍ للموقف، ويبادر بدوره بالإمساك بقدمها، حتى تجمع الأهالي وتمكنوا من مساعدتهما في إعادتها للكوبري. الدكتور أحمد سامح العشرة، مدرس جراحة الأوعية الدموية، يحكي الموقف قائلا، «كنت علي كوبري طلخا، ولفت انتباهي الفتاة وهي تبكي بشدة، ووجدتها تتخطى حاجز السور الحديدي للكوبري، وكانت ما تزال تمسك بالسور واستعدت لتلقي بنفسها في المياه، فانطلقت مسرعا نحوها وتشبثت بيديها». وأضاف الطبيب ل«الوطن» انتبه محامٍ تصادف مروه بالمكان لما يحدث، ولولاه لغلبتني وألقت بنفسها في المياه، فقد أمسك بقدمها معي، وخلال صراخها فينا لتركها، تجمع الأهالي وتمكنوا معنا في إخراجها من الكوبري الحديدي وتم إنقاذها. وأشار إلى أنه كطبيب كان الواجب ألا يتركها ويمضي، لأنه كان يتوقع منها إعادة المحاولة مرة أخرى، فهاده تفكيره ليكتب «بوست» على جروب خاص بأطباء طب المنصورة، عليه الدكتور أشرف عبد الباسط، رئيس الجامعة، والدكتور تامر أبو السعد، عميد كلية الطب، والدكتور محمد حجازي، مدير عام المستشفيات، والدكتور سمير عطية، مدير مستشفى الطوارئ. واكد أنه فور كتابة ال«بوست»، قررت قيادات الطب في الدقهلية فتح مستشفى الطوارئ لها، رغم أنه ليس يوم استقبال بالمستشفى، حيث إن استقباله 3 أيام فقط في الأسبوع، وغير ذلك لا يوجد أطباء بالاستقبال، وتم تجهيز طبيب نفسي لاستقبال الفتاة، وكل هذا تم في ثوانٍ، وأخذها الطبيب المنقذ ومعه شخص آخر ليسلمها للمستشفى. وأكد العشرة، أن كل الظروف توافقت لإنقاذ تلك الفتاة، التي تبين فيما بعد أنها طالبة بالجامعة، بداية من وجودي بجوارها، وحتى «البوست» الذي تصادف وشاهده كل قيادات الجامعة، وسارعوا بإنهاء كافة الإجراءات لاستقبالها. وفور وصول الفتاة المستشفى استقبلها الدكتور محمود الوصيفي، أستاذ الطب النفسي، قائلا، «بمجرد علمنا بما حدث وإعطاء رئيس الجامعة أوامر لفتح المستشفى واستقبالها، حيث تبين أنها طالبة بالجامعة، قمت فورا بالتنسيق مع الدكتورة سلوى طوبار، رئيس القسم، لإرسال الطبيبة نوال قنديل، من قسم الطب النفسي إلى مستشفى الطوارئ، لاستقبال الطالبة بعد أمر الدكتور سمير عطيه باستقبالها في غير أيام الاستقبال الرسمي لكون الحالة طارئة وكونها طالبة جامعية». وتابع الوصيفي، ل«الوطن» أن الطالبة وصلت المستشفى، والفريق الطبي كان على أتم الاستعداد لاستقبالها، وتطبيق بروتوكول التعامل مع الانتحار بقسم الطب النفسي بمستشفى المنصورة الجامعي، وتم الاتصال بوالدة الطالبة، وحاليا هي معها في المستشفى.
