ضرب الارتباك والفوضى أمس محطات الوقود فى المحافظات، بسبب تأهب الأسواق لقرار زيادة أسعار المواد البترولية، الذى كان ينتظر تطبيقه الثلاثاء، وهو ما لم يتم، لكنه دفع السيارات للتكدس أكثر أمام المحطات التى عانى أغلبها من نقص مخصصاته، واندفع البعض فى التزود بكميات كبيرة من الوقود لاستهلاكه وتخزينه، فيما أحجمت بعض المحطات عن البيع انتظاراً لرفع الأسعار. ونظم عدد من سائقى سيارات الميكروباص بمحافظة الغربية على خط طنطا - القاهرة، صباح أمس، إضراباً عن العمل، وامتنعوا عن نقل المواطنين بمنطقة «قحافة» بمدينة طنطا، وذلك احتجاجاً على نقص الوقود الذى تشهده المحافظة منذ فترة. وأكد محمد البهنساوى، أحد السائقين، أنهم منذ أمس الأول يقفون بمحطة وقود دون أن يتمكنوا من التزود به. وشهدت محطات الوقود بمدن ومراكز الغربية، تزاحماً شديداً من قبل سيارات الميكروباص والملاكى، ومشادات ومشاحنات بين السائقين، وبينهم وبين العاملين وأصحاب المحطات، بسبب الخلاف حول أسبقية الوقوف فى طوابير الوقود، التى امتدت لعشرات الأمتار أمام المحطات فى الشوارع الرئيسية، وتسببت فى اختناق مرورى. كما شهدت محطات الوقود فى القليوبية زحاماً غير مسبوق، وتسابق أصحاب السيارات فى الحصول على كميات من البنزين والسولار لتخزينها، ما أدى إلى نشوب مشاجرات بين السائقين، وسادت فوضى فى محطة وقود «الرياح التوفيقى» بسبب التزاحم وعدم التزام السيارات بالانتظام فى طوابير أمام المحطة، وقام عدد كبير من السائقين بتزويد سياراتهم بالبنزين ثم تفريغه فى «جراكن» خارج المحطة والعودة إليها للتزود بالبنزين من جديد. واستعان بعض أصحاب المحطات فى كفر الشيخ بالبلطجية لتنظيم طوابير السيارات، فيما شهدت محطات أخرى مشاجرات بين المواطنين تسابقاً للتزود بالوقود، وكان البعض قد اضطر للمبيت بجوار المحطات منذ مساء أمس الأول، وقال مواطنون إن صاحب إحدى المحطات بمدينة «الحامول» اعتدى على مواطن اعترض على دوره فى طابور السيارات. وفى الدقهلية، قال ماجد البسطويسى، نقيب أصحاب محطات الوقود، إن السبب الرئيسى لأزمة الوقود هو عدم التوزيع العادل لكمياته بين المحطات، وأضاف أن هناك محطات مغلقة منذ سنوات وتصرف حصتها من الوقود كاملة وتقوم ببيعها فى السوق السوداء، كما أن هناك محطات غير مرخصة وتتسلم وقوداً. واستمرت المنوفية أمس تعانى من نقص الوقود، وواصلت السيارات الوقوف فى طوابير أمام المحطات، واضطر سائقون لشراء البنزين والسولار من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، بدلاً من الانتظار طويلاً أمام محطات تحت درجات الحرارة العالية، وقال محمود قابيل أحد الأهالى إن العديد من المحطات أغلقت أبوابها، والمحطات الكبرى فى المراكز هى التى يتوفر فيها الوقود لكن تقف أمامها طوابير السيارات.