شنّ سلاح الطيران الإسرائيلى، أمس، عشرات الغارات الجوية على أهداف مختلفة فى قطاع غزة، بينها مواقع تابعة لحركتى «حماس» و«الجهاد الإسلامى». وقال إياد البزم، المتحدث باسم وزارة الداخلية فى غزة: إن «طيران الاحتلال الحربى الإسرائيلى من طراز (إف 16) نفّذ أمس أكثر من 30 غارة جوية أطلق خلالها أكثر من أربعين صاروخاً على كل مناطق قطاع غزة مثل رفح وخان يونس ومخيم النُصيرات ودير البلح وشمال القطاع، بالإضافة إلى مدينة غزة». وأوضح «البزم» أن الغارات «أسفرت عن أضرار جسيمة فى المواقع المستهدفة وعدد من المنازل المجاورة من دون أن تسجل إصابات بشرية». من جانبه، قال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة: إن «أربعة عاملين فى منطقة المحررات أصيبوا خلال القصف للمناطق غرب خان يونس»، مؤكداً أن حالة المصابين «بين خطيرة ومتوسطة»، فيما أكدت مصادر فى «حماس» و«الجهاد الإسلامى» أن 17 موقعاً تابعاً لكتائب «القسام» و«سرايا القدس»، تعرّضوا للقصف فى خان يونس ورفح. وهدم جيش الاحتلال الإسرائيلى، مساء أمس الأول، منزلى المشتبه بهما الرئيسيين فى عملية اختطاف الإسرائيليين الثلاثة الذين عُثر على جثثهم مساء أمس الأول فى منطقة الخليل. وقالت وكالة أنباء «فرانس برس» الفرنسية، إنه جرى نسف منزلى مروان القواسمة وعامر أبوعيشة بالمتفجرات، فيما حذّرت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان من عودة إسرائيل إلى ممارسة سياسات الهدف بحق الفلسطينيين ممن يشنون الهجمات ضد إسرائيل، للمرة الأولى منذ عام 2005، بعد الانسحاب من قطاع غزة. من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أن «حماس» مسئولة بشكل كامل عن مقتل الإسرائيليين الثلاثة، متوعداً بأن «تدفع ثمن ذلك غالياً»، مضيفاً: «الشباب اغتيلوا بدم بارد بأيدى حيوانات بأشكال بشر». فى الوقت ذاته، تعهّد وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون، بتعقّب قتلة الإسرائيليين الثلاثة ومعاقبة «حماس»، مشيراً إلى أن عملية الضفة الغربية التى شملت اعتقال مئات من عناصر «حماس» فى الضفة الغربية خلال الأسبوعين الماضيين، سوف تستمر وستعمل إسرائيل على «تصفية حساباتها مع حماس»، فيما توعّدت حركة «حماس» إسرائيل ب«فتح أبواب جهنم على سلطات الاحتلال»، إذا أقدمت على أى تصعيد. وقال سامى أبوزهرى المتحدث باسم الحركة: «قصة اختفاء ومقتل المستوطنين الثلاثة تعتمد على الرواية الإسرائيلية فقط.. الاحتلال الإسرائيلى يحاول أن يستند إلى هذه الرواية لتبرير حربه الواسعة ضد شعبنا وضد المقاومة وضد حماس»، فيما دعا الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن، القيادة الفلسطينية إلى اجتماع طارئ لبحث التطورات الأخيرة على الأرض. وعلى الصعيد الدولى، أدان الرئيس الأمريكى باراك أوباما ما سماه ب«العمل الإرهابى بلا معنى ضد الأبرياء». وعلى الصعيد العربى، أكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية، ل«الوطن»، أن الجامعة العربية لم تقرر بعد عقد اجتماع طارئ لاتخاذ قرار عربى إزاء الغارات الإسرائيلية التى يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة. وأوضح «صبيح»: «الجامعة العربية تدرس الموقف حالياً وتنتظر ما يريده الجانب الفلسطينى. من جانبه، قال سفير فلسطين الجديد لدى مصر السفير جمال الشوبكى، ل«الوطن»: إن «الخارجية الفلسطينية تجرى مشاورات حالياً مع مندوبية فلسطين بالجامعة العربية والأمين العام لاتخاذ موقف من التصعيد الإسرائيلى الأخير». وأكد «الشوبكى» فى أول تصريحات له بعد توليه منصبه: «العدوان الإسرائيلى لم يكن مفاجئاً، حيث كانت هناك بوادر له خلال الأيام الماضية، تمثلت فى التصعيد الإسرائيلى فى غزة والخليل، ولذلك بدأ الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى إجراء اتصالاته لوقف هذا التصعيد».