أمس الأول التقينا نحن مجموعة الأصدقاء القدامى.. وكان حديث السهرة هو ما أعلنه الرئيس السيسى بتبرعه بنصف المرتب، ونصف ممتلكاته.. أنقل لكم ما دار حرفياً (بعد حذف ما لا يجوز نشره): د. فاروق: سمعتوا اللى حصل النهارده من السيسى؟.. الراجل كان عايز يقول حاجات كتير، عشان الناس تفهم إن حالة البلد زى الزفت، البلد عايشة يوم - بيوم بالعافية، وكان ناقص «يعيط» عشان رجال الأعمال ولاد «...» يطلعوا المية مليار اللى طلبها منهم. أ. عبدالله: رجال أعمال مين يا عم.. دول شوية حرامية، دا ياكلوا مال النبى.. يا راجل دا فيه ناس غلابة هتتبرع ب1/2 معاشها أو 1/4 مرتبها، وحتى اللى كسبوا فلوسهم من برة مصر هيدفعوا.. والبعدا معفنين، إلا قليلاً احترموا أنفسهم. د. خالد: الراجل بيدن فى مالطة.. كل الأسماء اللى انت عارفها، هُس.. صم - بكم.. وكأنهم فى بلد ثانية.. دا حسين سالم طلع عنده دم، ومجرد ما اتهدد بكلمتين، بعت محاميه يتنازل عن 1/2 ثروته، ولو كان حد «شخط فيه» كان يمكن اتنازل عن 3/4 ممتلكاته! د. رجب: دول يا عم مايجوش غير بالعين الحمرا.. كل ديناصور فيهم لازم يعرف إن «الملفات» وصلت الرياسة.. وكل واحد عارف عمل إيه.. وعليه كام ضرايب للبلد.. دا فيهم ناس بعد الثورة، كانوا بيحملوا زكايب، وشنط سفر، وكراتين دهب، وكانوا مرعوبين.. دا فيهم واحد لما «مرسى» نبط عليه بالكلام، طلع 7 مليار تانى يوم.. أ. مفيد: أنا موافق 100٪.. لكن ما تيجوا نسأل د.عمارة.. همه فى بلاد برة.. رجال الأعمال ممكن يعملوا مليارات فى 10 سنين أو 15 سنة؟ اتنهدت.. وقلت: انتوا عارفين عمر الشريف، هرب من فرنسا وجه مصر ليه؟.. عشان الضرايب.. الراجل كان عنده فى التليفزيون الفرنساوى إعلان عن سبق الخيل.. بيجيب له x الشهر 10 آلاف يورو.. يدفع منهم 6 آلاف ضرايب!! برة، عند الخواجات.. أى حاجة عليها ضرايب - ضرايب - ضرايب.. لدرجة إنك ممكن تدفع 80٪ من صافى ربحك السنوى. فى المطاعم مثلاً: كل شهر بدفع 18٪ من إجمالى الدخل «ضريبة مبيعات» + 30٪ من مجمل أرباح الميزانية آخر السنة، وهكذا x كل شركة.. والصافى بعد دفع الضرايب، يدخل جيبى، أى وعائى الضريبى الشخصى.. ترجع تدفع تانى 60٪ والباقى حلال عليك! المهم: إذا حد قال عليك «حرامى» حضرتك تطلع له الإقرارات الضريبية السنوية، هيشوف انت كسبت كل سنة كام، ودفعت عليها ضرايب كام.. ويا دار ما دخلك شر.. لأنه هناك معنى الشرف: إنك مواطن بتكسب من عرقك، وبتدفع الضرايب على داير المليم، وهناك تدخل السجن x 3 حالات: (1) إذا كذبت فى أى بيانات (2) إذا تهربت من الضرايب (3) إذا تحرشت بأنثى.. كل حاجة واضحة ومقننة، والمجتمع متفق إن الصح صح، والغلط غلط، من غير لف ودوران. لكن للحق.. هناك الدولة بتسهل كل حاجة.. مستشفيات صح.. تعليم مجانى.. أمن - طرق - المواطن آمن على مستقبل عياله، والقوانين ثابتة وناجزة و.... و.... يعنى الدولة هناك بتساعدك وتسهل لك تعبِّى جيوبك فلوس.. الجيب اليمين بتاعك، والشمال بتاع الدولة، وآه لو «استهبلت» أو استعبطت، ومديت إيدك فى جيب الدولة هتقطعها لك!! د. خليل: بصوا يا جماعة.. رأيى إن الرسالة بتاع السيسى ما وصلتش ل«آل كابونى» فرع مصر، أنا فهمت إن الرئيس كان عايز يقول: (1) إحنا حالتنا صعبة جداً، وكل واحد يستحمل شوية (2) إن لازم نشتغل ونعتمد على نفسنا (3) شكراً للإخوة العرب، ومش هنتقل عليكم كتير، وهنعتمد على نفسنا قريباً (4) الراجل بدأ بنفسه، كقدوة حسنة.. كل دا وصل.. لكن الرسالة اللى موصلتش هيه بتاع «رجال الأعمال» والدليل ما شوفناش عدد منهم قام كده قال أنا هتبرع من الفلوس اللى «هبرتها من الشعب، وأديها لمصر (أمنا) اللى مصينا دمها والنهارده محتاجة نقل دم عشان تعيش، ويكسبوا منها تانى.. وتانى وعاشر»!! يا عم فى أوروبا.. الثروة بالملايين وليس بالمليارات بتتعمل فى ثلاثة أجيال.. يعنى الجيل الأول يعمل «ورشة» أو «محل» أو «شركة».. الجيل الثانى: يفتح أسواق ويكبر الشركة.. الجيل الثالث يعمل مصنع، وطالما بتدفع الضرايب، المجتمع بيرفع لك القبعة، وتعيش حياتك، وتستمتع بطريقتك، ومحدش له عندك حاجة. صباح الخير يا سيادة الرئيس: مطلوب من حضرتك «تشخط فيهم وفينا» ومن غير حنية، وكله بالقانون.. واللى مش عاجبه، يورينا إقراراته السنوية.. كسب كام كل سنة، ودفع ضرايب كام، والصافى حلال عليه.. اسمع كلامى يا ريس.. أنا ليّا تجربة فى مصر مع النوعيات دى، خلاصتها: إحنا بنخاف، ما «نختشيش»، وهى دى الحقيقة المرة!! سؤال اعتراضى: وحضراتكو بقى.. هتتبرعوا ولا ننتقد وخلاص؟ وكانت الإجابة: كل واحد فينا يجمع أصحابه وننشر فكرة زى تمرد.. «تمرد» على أوضاعنا المزرية، هنقدم فلوس + وقت + مجهود.. هنقدمه لأنفسنا ولأولادنا وأحفادنا، علشان نقف على رجلينا. فكرة «مطبقة فى فرنسا»: كل أسرة لديها حصالة كبيرة، والأبناء يضعون فيه كل القطع «يورو أو نص يورو معدنى» طوال العام، وكل مدرسة تجمع الصناديق والحصالات والأكياس المملوءة باليوروهات المعدنية، توضع فى «زكايب» ويوم 10 يناير يمر قطار البضائع فى كل المحطات، وكل مدرسة تورد الزكايب للقطار، وعلى كل جوال اسم المدرسة، وعنوانها.. لتعويد الأطفال على المشاركة فى بناء الوطن.