ما يرويه أهالى حى شبرا الخيمة عن مستودعات تخزين وقود (بنزين وسولار) فى منطقة مسطرد، ينذر بكارثة تحت الرماد، تهدد حياة الأهالى هناك صباح مساء، إذا انفجر فنطاس واحد فقط داخل تلك المخازن. وبذعر واضح يصف أحمد أبوالنجا، أحد سكان شبرا الخيمة، وضع المخازن المنتشرة فى منطقة مسطرد، وتخوفه مما قد يحدث حال وقوع مشكلة ما بهذه المستودعات، قائلا: «مخازن السولار فى منطقة مسطرد مقامة على مساحات كبيرة، وتحتوى على أطنان من السولار، وكميات كبيرة من البنزين، وفناطيس السولار فى المخازن كبيرة للغاية، وأى ضرر يلحق بأحد الفناطيس سيودى بحياة سكان عمارات ارتفاعها لا يقل عن 8 أدوار»، ويضيف «أبو النجا» أن أحد المواطنين استغل مخزنه الكبير المرخص، والأراضى الزراعية، بالقرب من معهد «زوسر» فى مسطرد، كمخزن لحفظ «الزيت الأسود»، وخزن فيه الوقود القابل للاشتعال بغرض البيع، خصوصاً «المدعم»، حيث يُقبل على هذا النوع أصحاب السيارات فى أوقات اشتعال أزمة البنزين. المخزن مقسم وفقاً لكلام رضا على، إلى 6 تنكات، كل منها بحجم سيارة، وتقوم السيارات المحملة أحيانا بالزيت الأسود، وأحيانا أخرى بمواد قابلة للاشتعال، بتفريغ حمولاتها فى التنكات الأصغر حجماً. «أبو النجا» يؤكد وجود سيارات نصف نقل تجوب شوارع شبرا ليلاً ونهارا، لتحويل أكبر كمية من السولار إلى المخازن الكبرى، أمام أعين سكان المنطقة، ولا يمكن لأحد أن يشكك فى أنها سيارات محملة بالوقود، فرائحتها تفضحها، ويضيف أنه لا يوجد أى نوع من المراقبة، فالعربات الصغيرة والكبيرة تذهب إلى محطات البنزين وتحمل ما تشاء، وتنصرف دون أن يعترض على ذلك مديرو المحطات، أو يجرى ضبطها من قبل الأمن، ويوضح «أبو النجا» أن «شبرا كلها أصبحت على هذا الحال، وفى كل شارع يمكن تمييز روائح المخازن التى تنبعث منها روائح السولار والبنزين». ويحذر رضا محمد، أحد السكان، من أن المشكلة تكمن فى مرور خط الضغط العالى للكهرباء فوق المخزن الكبير القابل للانفجار فى أى لحظة، ويضيف: «كاد المخزن أن يحترق فى إحدى المرات»، ويؤكد أن المحطة لا ينبغى أن تكون فى هذا المكان، وإلا فإنها قد تتعرض لكارثة إذا وقع ماس كهربائى بالقرب منها، وهو أمر ممكن الحدوث، وسبق أن احترق منزل يبعد عن المخزن بحوالى 50 مترا فقط لا غير، والمخزن قابل هو الآخر للاحتراق فى أى وقت. ويقول محمد ناصر، الذى يسكن بالقرب من أحد مستودعات تخزين الوقود المهرب، إن «هناك عددا كبيرا من المخازن تستخدم لتخزين كميات كبيرة جداً تصل إلى الأطنان من السولار داخل فناطيس كبيرة، أو داخل براميل، لبيعها بمكاسب أكبر من بيعها كوقود مدعم فى محطات البنزين، ولا يمكن تحديد مكانها، ويوجد مخزن على الطريق الدائرى، وآخر قرب موقف سيارات السرفيس». ويؤكد «ناصر» أن «عددا كبيرا جداً من المخازن مخالف للقانون، لأنه غير مخصص لبيع أى نوع من أنواع الوقود، لذلك فعمله على نطاق ضيق، أما المخازن الكبرى فهى معروفة منذ سنوات بعيدة ببيع وتوزيع الجاز، لكنها فى الواقع تستغل ذلك فى تخزين السولار والبنزين لبيعه فى وقت الأزمات بأسعار مبالغ فيها، وقتها لا يكون لدى محطات البنزين نقطة وقود واحدة، فيضطر أصحاب الميكروباصات للجوء إلى هذه المخازن». ويبدى «ناصر» تخوفه من أن هذه المستودعات السرية تشكل مصدر خطر كبير على أهالى العمارات المجاورة لها، فالصحف لا تكف عن ذكر حالات الانفجار، أو الاشتعال التى تحدث فى مستودعات مشابهة لتخزين الوقود، وحدوث انفجارات أو اشتعالات مشابهة فى هذه المستودعات التى تملأ المنطقة السكنية بمسطرد التابعة لحى شبرا الخيمة، سيكون نذيراً بوقوع مصيبة كبيرة لأنه حينها سيكون عدد الضحايا لا حصر له، مشيرا إلى أن مسطرد وحدها بها أكثر من 5 مستودعات كبرى تبيع البنزين فى أوقات الأزمة بأسعار أعلى من أسعاره فى محطات الوقود. ولا تكف سيارات الوقود، التى تتولى مسئولية نقل براميل الوقود الزرقاء، عن التنقل فى شوارع شبرا من وإلى مستودعات التخزين السرية، حيث يجرى تخزين السولار والبنزين لحين ظهور أزمة لتُباع فيه أهم السلع الاستراتيجية بضعف الثمن، ويختم «ناصر» حديثه بأن السيارات نصف النقل لا تكفى فى أوقات الأزمة لنقل الوقود إلى المخازن، لذا يدخل عدد كبير من التكاتك والتروسيكلات والموتوسيكلات فى خدمة مستودعات التخزين، وهكذا لن تنتهى المشكلة.